|
فضائيات متابعة أي برنامج حواري وسماع آراء المشاركين فيه ستقودنا مباشرة إلى نظرية (المؤامرة مستمرة). لنتمعن قليلاً في الأشخاص والأحداث, ثم في التاريخ أيضاً لنسأل سؤالا محدداً: هل يمكن لشخص أو مجموعة أشخاص أو دولة قوية جداً,أن تسير التاريخ كما تشاء?! للسؤال علاقة مباشرة بالإنسان ذاته, وبالقدرة على الفعل, وعلى تغيير الأحداث والمصائر, لأننا إذا سلمنا أن المؤامرة ممكنة, فهذا يعني أن الجهد الإنساني ذهب ويذهب أدراج الرياح! الوقائع تقول غير ذلك, إن على مستوى الأفراد أو الدول.. لكن لندع ذلك جانباً, لنتحدث عن أنفسنا كأفراد.. هل يتحمل أحدنا رأياً يقال فيه دون أن يضعه في سياق مؤامرة محلية, وأحياناً دولية, تشن عليه وضده?! أفترض أن كل شخص وافق أن يكون جزءاً من الشأن العام, وضع نفسه تحت مجهر المراقبة المستمرة لأدائه وبالتالي لنقده, سواء كان هذا النقد سلبياً أم ايجابياً لأنه أي الفرد بصفته العامة لم يعد ملكاً لنفسه بل للمكان الذي يعمل فيه. لذلك أتذكر الآن الحكايات التي نتداولها من تاريخنا حول انتقاد والٍ أو خليفة, وكيف كان يرد كل منهما على النقد بطريقة ذكية تؤدي غالباً إلى النكتة من الحدث والشخص. دون أن نغفل ما كان يحدث مع آخرين من عقاب قد يصل إلى الموت. أتساءل الآن, أين روح النكتة لدى أي مسؤول يشار إليه بأي نقد مهما كان ضئيلاً, دون أن يضع الكاتب والصحيفة في سباق المؤامرة المستمرة عليه?!. |
|