تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إبداع شعري .. بحثاً عن أمل

ثقافة
الاثنين 20-1-2014
علاء الدين محمد

تبحث الشاعرة هناء الأحمد عن عالم أكثر أمناً وحباً ودفئاً في ديوانها «سافرت في عيون الحب» ويظهر ذلك جلياً في عدد من قصائدها مثل (حالمة، نداء الروح) في هاتين القصيدتين ترفض الشاعرة الواقع وتتسلل خلسة إلى الحلم

حيث تطلق العنان للخيال عله يصنع لها عالماً رحباً أكثر صفاء ونقاء وحباً وقد تكون هناء تدرك أن عالمها المأمول هو في الأحلام فقط ورغم ذلك فهي تخاف على تلك الأحلام الجميلة من الواقع من يقظتها وربما من واقعية العقل لذلك نجدها مفردة في دنيا الحب خائفة على الحلم من الضياع تقول: خذوا أحلامكم خبئوها قبل أن تخطفها الريح فالذئاب في الطريق تنتظر ابتلاع الفرح في جوف الخوف في مواقد الحقد حيث الأحلام يحرقون، إنه الواقع الذي يؤلم الشاعرة تعيشه تترقبه ترصد صداه الاجتماعي وترفضه لأنه يقتل الفرح والأمل والسعادة.‏

وفي قصيدة أخرى تحت عنوان «صديقي الروحي» التي خاطبت الشاعرة الأديب والفيلسوف جبران خليل جبران والتي يبدو أنها مستغرقة فأنشدت تقول: دعني أغوص في زوايا روحك أفتش في مكنونات ذاتك عن حياة لم أعشها بعد عن دنيا لم يعرفها إنسان دعني أتلمس جراحك وأسرج حصان أفكارك اجعلني طائرة ورقية بلا خيوط ثم طر بي ومعي طر بي بعيداً بجناحي نحلة.. بجناحي نسر.‏‏

في معظم قصائدها تتكلم الشاعرة كأنثى وتخاطب العالم والحب بلسان الأنثى وبصفاتها لكنها في بعض القصائد مثل قصيدة (جنون الحب) تتقمص حالة الرجل وتخاطب الأنثى تخاطبها كعاشق تعطيها حقها في الأنوثة وترفعها إلى المكانة التي تليق في الحب والجمال وربما السطوة على من يعشقها، كقولها: يا امرأة. استسلمت لها كل خلاياي بلا مقاومة رفعت أمامها راياتي طوعاً فما أحلى أن أحيا فيك وتنتصر روحك فيِّ ويمتزج الكحل.. والعطر.. والعرق.. لكنها في نهايتها تقول بلسان الرجل أعلن على الملأ استسلامي فبين يديك أحقق انتصاري.‏‏

يتضمن الديوان عدداً كبيراً من المقاطع أو الخواطر أو ما يسمى بالومضة التي تترك أثرها... لغتها بسيطة وسهلة وبعيدة عن التعقيد والتقعر، لكن حبذا لو كان هناك من مراجعة للنصوص قبل طباعتها لتلافي بعض الأخطاء المطبعية.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية