|
شؤون سياسية على الدول الداعمة للإرهاب في سورية لوقف دعم الإرهابيين ومدهم بالمال والسلاح الذي من شانه تشجيع الإرهابيين على ارتكاب مجازرهم وجرائمهم بحق مؤسسات الدولة والمواطنين السوريين، ليتحول مؤتمر جنيف المقرر عقده بعد غد لفرصة حل سياسي وأرضية لحوار سوري سوري يحفظ ثوابت الشعب السوري في السيادة والاستقلال والقرار الوطني المستقل وبناء سورية المتجددة بعيداً من أي تدخل خارجي. وبالتأكيد لم يعد سرا أن الكيان الصهيوني يمارس دورا فاضحاً في دعم الإرهاب الذي يستهدف سورية بالتواطؤ مع عدد من الدول العربية والإقليمية وفي مقدمتها السعودية وقطر وتركيا، فالكيان الصهيوني له مصلحة حقيقية في زيادة التوتر والعنف في سورية ويعنيه بشكل مباشر إطالة أمد الأزمة في سورية من اجل استنزاف طاقاتها وإلهاء جيشها عن دوره في مقاومة المحتل الصهيوني وتحرير الأرض العربية المحتلة وفي مقدمتها الجولان العربي السوري المحتل. المتابع للأحداث منذ بداية العدوان على سورية وخلال الأشهر الأولى يلاحظ بوضوح انه تم استهداف مجموعة من القواعد والقطعات العسكرية ذات الطبيعة النوعية التي تشكل مصدر قوة للجيش العربي السوري في مراقبة التحركات الجوية الإسرائيلية فمثلا تم استهداف كتائب الدفاع الجوي وتخريب الرادارات بشكل منهجي ومخطط وهذا بالتأكيد جاء بتوجيه من المخابرات الإسرائيلية التي تنسق مع المجموعات الإرهابية المسلحة من خلال غرف عمليات سوداء في كل من تركيا والأردن ومن خلال التواصل مع ما يسمى المعارضة الخارجية التي حضرت مؤتمرا في باريس نظمه الصهيوني الفرنسي هنري ليفي وحضرته شخصيات إسرائيلية وذلك في بداية الأزمة . التورط الإسرائيلي في تأجيج العنف ودعم الإرهاب في سورية لم يقتصر على تحديد الأهداف للعناصر الإرهابية فالتنسيق بين العدو الصهيوني والعصابات المسلحة كان على أعلى مستوى حيث قدم جيش الاحتلال للإرهابيين أسلحة إسرائيلية الصنع وبكميات كبيرة جدا ضبط الجيش العربي السوري قسماً منها ومن بينها صواريخ لاو، كما تم إعطاب آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة القصير واكتشاف أجهزة اتصال إسرائيلية داخلها، كما تم تدمير آلية أخرى بمن فيها تجاوزت خط وقف إطلاق النار قرب قرية بئر عجم الأمر الذي يدلل على أن إسرائيل كانت توجه الجماعات الإرهابية وتقدم لها الأسلحة والمعدات الحديثة التي تساعدها في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين السوريين واستهداف الجيش العربي السوري. لقد خاب ظن إسرائيل في تحقيق طموحاتها من خلال دعم المجموعات الإرهابية بفضل صمود الشعب السوري وجيشه البطل الذي وجه ضربات موجعة لهؤلاء المسلحين الذين ارتضوا ان يكونوا أدوات رخيصة لتنفيذ أجندات صهيواميركية غربية خليجية الأمر الذي دفعها للتورط المباشر في العدوان من خلال شن غارة جوية على مركز للبحوث العلمية في منطقة جمرايا بريف دمشق بغية مساندة ورفع معنويات الإرهابيين التي كانت آنذاك بالحضيض الأمر الذي يشير إلى تدخل الأصيل بعد ان فشل الوكيل في تنفيذ الأجندة الموكلة له، وللإشارة أكثر إلى مدى التورط الإسرائيلي اتصلت قناة تلفزيونية إسرائيلية بأحد عملائها من متزعمي العصابات الإجرامية بعد العدوان على مركز جمرايا ما يعني ان الاتصالات مستمرة والتنسيق مع العصابات المجرمة في أعلى مستوى له. هذه المعطيات والدلائل على التورط الإسرائيلي يمكن أن يضاف إليها استقبال الكيان الصهيوني لجرحى المسلحين وعلاجهم وإثارة موضوع السلاح الكيماوي والإدلاء بتصريحات مفادها انه يشكل خطرا على أمنها وذلك من اجل استدراج التدخل الخارجي بالإضافة إلى معلومات سربت من واشنطن أكدت ان ممثلين عن ما يسمى الجيش الحر شاركوا في مؤتمر عقد في واشنطن إلى جانب وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني واستطرادا فان اكتشاف السلطات السورية لأجهزة تنصت كانت موضوعة على الشواطئ السورية تؤكد أيضا تورط إسرائيل في دعم العصابات المسلحة المتآمرة على سورية من خلال التنصت على الدولة السورية وتزويد المسلحين بالمعلومات التي تساعدهم على القتل وسفك الدم السوري . انطلاقا مما سلف فان إسرائيل متورطة بما لا يقبل الشك في العدوان على سورية عبر دعم الإرهاب وتأجيج العنف والتوتر وهذا يرتب على الدول المشاركة في مؤتمر جنيف إلزام إسرائيل بوقف دعمها للإرهابيين، وكذلك الضغط على الدول الأخرى المتورطة في الحرب على سورية لأن وقف العنف وسفك الدم السوري أهم شروط نجاح المؤتمر فهل سيتحقق ذلك ان عقد المؤتمر ؟ هذا أدنى واجبات المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب . |
|