تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قبل فوات الآوان

نافذة على حدث
الاثنين 20-1-2014
 ريم صالح

لسنا بحاجة إلى قراءة الفنجان أو ضرب الودع أو الخط على الرمل لمعرفة طالع تطورات الأزمة في سورية،فمع قرب انطلاق عجلة جنيف2،يبدو المشهد السياسي أكثر احتداماً سواء لجهة التكويعات والتقلبات والاستدارة في مواقف دول لطالما دعمت وسلحت ومولت الإرهاب التكفيري في سورية،أو لجهة إصرار البعض الخليجي من محميات بني سعود ومفخخاتهم الوهابية على السير على دروب العقم السياسي وبالتالي الإمعان في ابتداع المزيد من المكائد والأفخاخ وإتباع سياسة التلفيق والإيعاز لمستخدميهم في معارضة الفنادق والخنادق لوضع الشروط التعجيزية والألغام الديناميتية لإطالة معاناة السوريين إلى ما لانهاية،أو حتى لجهة تخبط معارضة ليس لها من المعارضة إلا الاسم بينما هي في الجوهر ثلة مافيوية مصنعة خارجياً،ومغلفة بصكوك العمالة والارتهان،فاقدة لأي تمثيل أو شرعية على الأرض لا يجمعها شيء غير فشلها،وتوقها للوصول إلى السلطة ولو على الدبابات الإسرائيلية،وخوفها من أن يستبدلها أولياء نعمتها بنسخ كربونية أكثر دناءة.

هو الضيق والاختناق إذاً ينتاب كل من تآمر على سورية وارتزق من نزيف جراحها و«سلم ذقنه» لشياطين الدم والدمار،بل هو الخوف من النصر المؤزر الذي يحرزه بواسل الجيش السوري على امتداد الجغرافيا السورية والذي سيكون صاحب الكلمة الفصل على طاولة جنيف2 بات يقض مضاجع الأميركي ويؤرق منامات أزلامه من آل سعود وآل ثاني وصولاً إلى آل أردوغان العثماني.‏

لكن..من لم يتعلم من إخفاقات الماضي،عليه على الأقل أن يتعظ من شواهد الحاضر التي تقول:إن على أقطاب المؤامرة وطغمتهم الإرهابية أن يقبلوا بالهزيمة وان ينكفؤوا إلى جحورهم وأن يعيدوا حساباتهم و يصححوا مسار بوصلتهم السياسية قبل فوات الآوان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية