|
شؤون سياسية وليس هذا فقط في صلب اهتمامات الرجل القوي العائد إلى الساحة السياسية الايطالية.. بل يزيد عليه اهتمامه باستعادة دور ايطاليا كعضو ناشط في بناء أوروبا. نجاح برودي حسب تقديرات المتابعين يعني بالدرجة الأولى خسارة واضحة لجورج بوش الحليف القوي لبرلسكوني تضاف إلى سابقتها الاسبانية عندما هزم خوسيه ماريا أزنار لصالح الاشتراكي خوسيه لويس ثابا تيرو في الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي ,2005 هذا التمرد الاوروبي يتناغم مع أصداء الرفض البعيد في أوروبا الجنوبية وآسيا وروسيا وغيرها من علائم الامتعاض الرسمي بعد الشعبي في أنحاء المعمورة لقرار الهيمنة الاميركي.. وعلى التوازي فإنه لابد من الإشارة إلى مقومات النجاح الشخصي للزعيم الايطالي فهو الاكاديمي والمواطن البسيط هاوي النزهات على الدراجة صاحب الابتسامة الرقيقة, الاقتصادي ورجل الأعمال الذي أشرف على مجموعة عملاقة تضم 450 شركة يعمل فيها حوالى 400 ألف موظف منذ عام .1982 ولا يذكر عنه الطليان سوى النزاهة والكف النظيفة و أنه رجل التوازن والاصلاح الحقيقي.. نجاح الحكومة التي سيكون لبرودي الوزن الأساسي فيها يبشر منطقتنا بمزيد من الاهتمام وخاصة الشعب الفلسطيني المطلوب اركاعه وتجويعه باملاءات أميركية وبعض التحالفات الأوروبية التي أعلنت موافقتها على وقف الدعم المالي للفلسطينيين. السيرة الذاتية لرومانو برودي: اقتصادي متقشف, خريج من معهد الدراسات الاقتصادية في لندن استهواه العمل السياسي وهو في سن متقدمة استاذ جامعي متخصص في الاقتصاد والسياسة من مواليد 1939 لا تخيفه الليبرالية الاقتصادية, اتسمت مسيرته بالمهمات الصعبة, تولى وزارة الصناعة في حكومة الديمقراطيين المسيحيين 1978 وفي عام 1982 عين رئيسا لمعهد إعادة البناء الصناعي وهي أكبر مجموعة حكومية قابضة ايطالية واشرف على عملية الخصخصة والاصلاح المالي ,وفي عام 1992 بدأ العمل السياسي بعد كشف فضيحة الرشاوى التي تولاها القضاء الايطالي من خلال حملة الأيدي النظيفة, وانتهز فرصة استقلاله عن الأحزاب القديمة التي شملتها الشكوك في التورط بالفضيحة ليتولى في انتخابات 1996 قيادة ائتلاف اليسار الوسط في الانتخابات التشريعية. شكل أول حكومة يسارية في عام 1996 وأعطى جل اهتمامه لخفض العجز العام وانضمام بلاده الى منطقة اليورو. بدأ العمل من جديد لرص صفوف يسار الوسط ولم شمل عشرة أحزاب تحت راية واحدة من الشيوعيين الذين تخلوا عنه عام 1998 الى مسيحيي الوسط. واستطاع بفضل ذلك العودة الى الصدارة والنجاح في انتخابات نيسان 2006 وتشكيل حكومة جديدة برئاسته. برنامج الحكومة الايطالية الجديدة. أولا: على صعيد السياسة الخارجية استعادة دور ايطاليا كعضو ناشط في بناء أوروبا والسير بطريق مخالف لما كان عليه خصمه بيرلسكوني في العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية وهذا ما ظهر جليا في اعلانه سحب القوات الايطالية المنتشرة في العراق وعددها 3 آلاف جندي في اسرع وقت ممكن بالتشاور مع السلطات العراقية. والعودة الى خط تقليدي يستند الى موقف أكثر توازنا بين الفلسطينيين والاسرائيليين بما في ذلك عدم الموافقة على معاقبة الشعب الفلسطيني جراء خياراته الديمقراطية. وعلى صعيد العلاقات الأوروبية العربية وتحديدا المتوسطية فتنتظر حكومة برودي بجدية الى اتفاقات الشراكة مع بلدان المتوسط وانجازها وتوسيع شبكة التبادل التجاري والمصرفي والتقني تمهيدا لمناخات دافئة في ربوع المتوسط. |
|