|
البقعة الساخنة فبعد كل جولة خارجية يحتاج السنيورة وفريقه لتجنيد محطات لبنانية وعربية لتوضيح حقيقة مواقفه وما يزعم أنه كان يريد التعبير عنه دون أن يسأل هو وفريقه لماذا تكرر حدوث ذلك الأمر معه دون غيره?!. من الخطأ الاعتقاد أن اللجوء إلى أساليب التشويه والتلطيف يمكن أن يحجب الحقائق والأسباب الكامنة وراء هذه التصريحات المزدوجة والمتناقضة بين اليوم والآخر وكان من المفروض برئيس الحكومة اللبنانية بعد عودته من واشنطن أن لا ينشغل بتفسير مواقفه وتصريحاته بل بإعلام الشعب اللبناني عن ردود الرئيس بوش على مطالبه بانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا ووقفها للانتهاكات اليومية والمتكررة للسيادة اللبنانية وإفراجها عن الأسرى والمعتقلين اللبنانيين وكشفها خرائط الألغام.. الخ, التي وعد شعبه بطرحها على الرئيس الأميركي ومسؤوليه قبل توجهه إلى مضاربهم. مع الأسف في واشنطن تغيرت أجندة السنيورة كلياً واستبدلت بأخرى لم يعلن عنها قبل الزيارة تسهم في زيادة الإنقسام داخل المجتمع اللبناني وتوتير العلاقات مع سورية. فالصمت لف تصريحات السنيورة حول كل المطالب التي تتعلق بإسرائيل والمرتبطة بالشأن الاقتصادي وبدلاً من اعترافه بفشله في إقناع المسؤولين الأميركيين بالانصات إلى مطالب بلاده أطلق تصريحات ومواقف ليست في مكانها ولا زمانها سواء المرتبطة منها بالتحقيق الدولي باغتيال الحريري أو بالعلاقة السورية اللبنانية أو بمواضيع الحوار اللبناني الذي يراوح مكانه جراء ارتباط مشروعات بعض أطرفه بالأجندة الأميركية في المنطقة. واهم السنيورة إذا كان يعتقد أن هناك مواطناً سورياً يقتنع بما يدعيه عن حرصه لإقامة علاقات أخوية ومتكافئة مع سورية مهما تلاعب في اختيار الكلمات والجمل العاطفية. فليس هناك من عاقل يستطيع تفسير قوله بعدم اتهام سورية بمقتل الحريري وبنفس الوقت حديثه من على منبر أميركي بتهديدات سورية للحريري. لقد بات واضحاً أن الوصاية الأجنبية على لبنان لا تريد تحسن هذه العلاقات ومع الأسف تستجيب بعض الأطراف اللبنانية لهذا الأمر وتزامن تصريحات السنيورة مع التسريبات الصحفية حول مشروع قرار فرنسي أميركي ضد سورية إضافة إلى حملة الاتهامات الجديدة في بعض وسائل الإعلام تكشف عن الترابط بين التحركين. أبرز تجليات هذا الموقف العجز في الداخل. إن سورية لن ترضخ للابتزاز والضغوط واستقواء الآخرين بالخارج والتعامل معها بهذه اللغة لن يجدي نفعاً فمواقفها واضحة وعلى الآخرين تحمل مسؤولياتهم والكف عن استخدام الكلمة المزدوجة. |
|