تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قسائم التموين

ع.المكشوف
الأحد 30/4/2006
مصطفى المقداد

قطعت القسائم التموينية مراحل متعددة عبر أكثر من ثلاثة عقود, كانت المساعي خلالها ترتكز على تحقيق الغاية من إقرارها, وهي تقديم الدعم لمستحقيه من أبناء الطبقات الفقيرة, ومحدودي الدخل, وهي قد حققت نجاحات في فترات محددة, وخاصة خلال النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي لتتراجع بعدها عن تأدية هذا الدور خلال السنوات العشر الأخيرة في فترة تراجعت فيها أسعار مادتي السكر والرز, واستبعدت عمليات توزيع الشاي والزيت النباتي وفقا لنظام القسائم.

ورغم الجدال الكبير الذي ما زال يرافق عملية اعتماد نظام القسائم التموينية, فقد تم الحفاظ عليها باعتبارها الشكل الأكثر تحقيقا لنظرية تقديم الدعم لمستحقيه.‏

والملاحظ أننا في الأشهر الأخيرة وقعنا في حالة من التخبط والضياع في استخدام القسائم التموينية في جميع المحافظات, ومع ارتفاع أسعار السكر والرز لحدود قاربت الأربعين ليرة تزايد إقبال الشرائح الفقيرة على استجرارها عبر منافذ المؤسسة العامة الاستهلاكية التي لم تستطع بدورها تأمين الاحتياجات المطلوبة ولأنها لم توزع على صالاتها ومنافذها كميات كافية فقد لجأت إلى أسلوب تمديد العمل بالقسيمة شهرا بعد آخر, فمثلا تم تحديد القسيمة رقم/8/ الخاصة بالرز من بداية شهر تشرين الأول الماضي حتى نهاية آذار الماضي.‏

ولا يخفى أن مثل هذا الإجراء يؤدي إلى عودة الازدحام إلى منافذ البيع فضلا عما يعانيه المحتاجون من ضغوط مادية نتيجة اضطرارهم لشراء مخصصات ثلاثة أشهر دفعة واحدة. والقضية المطروحة ببساطة تعكس جانب الخلل الواضح في التعامل مع قضية تمس معظم مواطنينا وتظهر التقاعس في مواجهتها, فهل يعقل أن يتم توزيع أقل من ربع المخصصات والسماح بعودة ظاهرة الازدحام.. أوجدوا حلا?..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية