|
فنون وكالعادة لم تبخل علينا بأدائها المعجز الذي يؤكد على أن توق الموسيقا دائما وأبدا هو نشر النور والفرح والسلام ولعلها هنا من المبدعات القلائل اللواتي بتن يشكلن مساراً غنياً بأبعاده الجمالية والذوقية الدالة ، وهو ما يساهم وبشكل فعال في خلق نوع من التوازن المطلوب في وجه التيار التجاري السائد ، لقد امتلكت هذه المغنية وبعد أن تأسست معرفيا على الغناء الأوبرالي بتقنياته المعرفية العالية ومن ثم في أصول الغناء العربي من موشحات وأدوار وقدود وغيرها، القدرة على النفاذ الى روحية هذا الفن وملامسة أسراره الدفينة وبفضل طاقتها الروحية استطاعت هذه الفنانة المبدعة أن تحفر مسارها الابداعي بتؤدة وصبر ما منحها تقديراً تستحقه بدون أدنى شك من النقاد وأصحاب الذائقة الموسيقية الحقة التي لا تقبل بأنصاف الحلول الابداعية ، ولعل المتابع لنتاج ليندا بيطار وهو قليل على كل حال ،يجد كيف تعمل بصمت وهدوء كبيرين على أن تكتب بصمتها وحضورها الآسر كإنسانة وفنانة ملتزمة في المشهد الابداعي المعاصر ،وهي نجحت في فرض هذا الحضور عبر الكثير من الفعاليات والآماسي الموسيقية التي لا تنسى ،سواء عبر حضورها في الكثير من الأعمال الدرامية وغنائها لشاراتها أو من خلال تقديمها لألحان جديدة حيث تحضر رائعتها صار الكلام غالي لملحنها الموهوب معن خليفة وتعاونها المثمر مع المبدع الكبير زياد الرحباني والكثير من الحفلات التي أعادت فيها غناء الكثير من مشاهد زمن الفن الجميل (أم كلثوم ،وأسمهان، وسعاد محمد ،والكبيرة فيروز ،وغيرهم) ممن ترّبت على أصواتهن وعلى قدراتهم الابداعية التي لا تجارى . ليندا بيطار امنحينا بصوتك العذب بعضا من ثمار موهبتك وقطوفها الدانية ، ولتغني لنا بفيض روحك ودفء حضورك ، فرحنا المؤجل وحزننا الطويل الذي لا يريد أن ينتهي . |
|