|
نافذة على حدث خاصة بعد تقديم طهران كل ما عليها لإثبات سلمية برنامجها، وإبدائها نيات طيبة للتعاون مع الجهود الدولية للخروج من الأزمة. ورغم أن الضرورة الملحة تقتضي في هذه المحادثات المقررة اليوم وغداً، التوصل إلى صيغة توافقية تمنح إيران الحق بمواصلة برنامجها النووي السلمي، وتأكيد سيادة منطق الحوار لحل الخلافات الناشئة بين الدول، فهي تقتضي أيضاً التنبه إلى حقيقة المخاطر التي قد تنتج عن تعثر المفاوضات، وعدم أخذ المطالب والحقوق الإيرانية بعين الاعتبار، ولاسيما أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أكثر من مرة أن طهران لا تسير في الطريق النووي العسكري، هذا فضلاً عن الظروف والمتغيرات الدولية التي لا تبشر بالخير نتيجة التدخل الأميركي الإسرائيلي السافر في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وجر بعض الأطراف العربية والإقليمية إلى أتون الحروب والفتن لتنفيذ مخططات مشبوهة. نعم إن الموضوعية والحيادية تحتمان على الجميع العمل على أن تكون المنطقة خالية من السلاح النووي، وأن تكون الدعوة موجهة كذلك للدول الكبرى لخلق عالم خال من الحروب والدمار، لكن مع مراعاة حق جميع الدول ومنها إيران بامتلاك الطاقة النووية السلمية، إذاً المجتمع الدولي مطالب الآن بالنزاهة والشفافية والاحتكام إلى العقل، والنظر إلى الملفات النووية كافة من نفس الزاوية، لتصبح مطالبه عادلة ومقنعة، إذا كان حريصاً فعلاً على تحقيق الأمن والسلام في العالم، ومطلوب أيضاً من الوكالة الدولية أن تكون بعيدة كل البعد عن الضغوطات و الإملاءات، وغير منحازة، و لا تخشى في قول الحق لومة لائم. كذلك الولايات المتحدة أيضاً ملزمة أكثر من غيرها بسلوك الطريق الصحيح غير الذي سلكته سابقاً، والتعامل مع الملف الإيراني بناء على الواقع، لا على الفرضيات و الهواجس و ما تمليه عليها إسرائيل، التي يجب أن تُسأل قبل إيران أو غيرها، إلا إذا كانت تصرح بشيء وتضمر عكسه.... |
|