|
كتب
إذ وصل عدد المسافرين حول العالم لأغراض السياحة والأعمال 924 مليون سائح في عام 2009 مقارنة بـ25 مليوناً فقط في العام 1950. وأصبح قطاع السياحة والسفر أكبر قطاع مزوّد للخدمات في العالم وتدلّ إحصائيات منظمة السياحة العالمية (WTO)أنّ الناتج الإجمالي العالمي لقطاع السياحة والسفر يشكل حالياً أكثر من (10.5%) من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة لتتجاوز الـ20% بحلول العام 2020، كما أنّ عدد فرص العمل التي ولّدتها صناعة السياحة والسفر في العالم بلغت /220/ مليون وظيفة عام 2009 أي (7.6%) من إجمالي الوظائف، وسيزداد هذا العدد إلى /276/ مليون وظيفة عام 2020. تتجلّى أهمية قطاع السياحة بالنسبة لسورية من كونه قطاعاً واعداً يعوَّل على مساهمته في دعم الاقتصاد الوطني ومساعدته على تجاوز التحديات الراهنة التي تواجهه، وإذا ما تمّت الاستفادة من هذا القطاع الواعد بالشكل الصحيح، فإنه سيكون قادراً على لعب دور محرّك النمو في القطاع الخدمي للاقتصاد السوري في مرحلة ما بعد النفط، وهذه الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع السياحة في سورية تؤكدها منظمات اقتصادية دولية رسمية، فحسب تقرير المجلس العالمي للسياحة والسفر (WTTC) حول السياحة في العالم فقد ساهمت صناعة السياحة في سورية في عام 2009 بنسبة (4.2%) من الناتج الوطني الإجمالي (GDP) بقيمة 100 مليار ليرة سورية في حين ساهم مجمل الاقتصاد السياحي في سورية بنسبة (11.2%) من GDPبقيمة (271.5) مليار ليرة سورية، وساهم كذلك الاقتصاد السياحي بنسبة (11.5%) من إجمالي فرص العمل في سورية لنفس العام، وحسب نفس التقرير فقد ساهم القطاع السياحي في سورية بتوفير (23.1%) من القطع الأجنبي في عام 2009. هذه الإحصائيات تجعل من الأولويات الكبرى إيلاء الدعم الكافي لتطوير وتنشيط القطاع السياحي في سورية القائم على محورين أساسيين هما: الطلب السياحي (السياح والزوار) والاستثمار السياحي (المشاريع السياحية). وسورية تحتوي على خلطة عجيبة من السحر والجمال، أي قادرة أن تجذب كلّ محبٍّ للسياحة والمتعة والمعرفة التاريخيّة بشرط أن يقترن ذلك بتسويق المقوّمات والموارد السياحيّة السورية بأسلوبٍ عصري منافس عالمياً، والعمل على رسم خارطة جديدة للاستثمار السياحي في سورية مبنية على أسس اقتصادية قادرة على جذب الاستثمارات السياحية لجميع مناطق العرض السياحي المنتشرة على امتداد المحافظات السورية. فالسِّياحة صناعة تنافُسيَّة بامتياز حيث يَسعى كلُّ بلدٍ إلى تطويرها واستحواذ الحِصَّة الأكبر من الطَّلب السّياحيِّ في السّوق الدولية عبرَ توفير جميع مقوّمات نجاحها. في هذا الإطار جاء هذا البحث الذي يتمحور حول «أهمية السياحة والاستثمار السياحي في الاقتصاد السوري» ليلقي الضوء على القضايا المذكورة أعلاه بمنهجٍ تحليلي، بهدف الوصول إلى عدد من النتائج والتوصيات الهامة في تطوير العمل السياحي في سورية، حيث تمّ تقسيم البحث إلى ثلاثة فصول رئيسة: الفصل الأول: وهو فصل تمهيدي نتناول فيه الواقع السياحي في سورية، من خلال التعرّف على ماهيّة وأركان الصناعة السياحية، وتحليل بنية ومؤشرات كلّ من العرض والطلب السياحي في سورية. الفصل الثاني: يُشكّل هذا الفصل النّواة الأساسية للبحث، ونتناول فيه الاستثمار السياحي في سورية في ظلّ الدعم والتشجيع الحكومي للسياحة والاستثمار السياحي، حيث يتضمن هذا الفصل دراسة واقع الاستثمار السياحي في سورية ودوره في التنمية الاقتصادية، والتجربة الحكومية في دعم السياحة والاستثمار السياحي، كما يتضمن تقييماً للواقع السياحي في سورية وفقاً لتحليل SOWT. الفصل الثالث: يتضمن هذا الفصل على الدراسة الميدانية التي قام بها الباحث من أجل تحليل واقع السياحة والاستثمار السياحي في سورية. من خلال تحليل إحصائي (وفق برنامج SPSS) لاستبيان أعدّه الباحث لهذا الغرض حيث توزّعت نتائجه في محورين أساسيين وهما: واقع الاستثمار السياحي في سورية وآفاق تطويره، واقع التسويق والترويج السياحي في سورية وسبل تفعيله. الخاتمة: تتضمن النتائج، مناقشة الفرضيات، المقترحات والتوصيات، خاتمة الدراسة. |
|