تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خائنو الأمانة؟!

أروقة محلية
الأربعاء 23-5-2012
عبير ونوس

لم يسبق لي أن قرأت أو اطَلعت على قَسم أبو قراط لكنني أجزم أنَه يحث كل من آمن بالطب مهنةً إنسانيةً على الالتزام بذلك قولاً وفعلاً حتَى ولو قست الظروف ،وكثرت المغريات ،أمَا من امتهنها سبيلاً لمكانةٍ اجتماعيةٍ مرموقةٍ ،ورزقٍ وفيرٍ أن يُبقي ضميره صاحياً مهنياً في الحد الأدنى .

لكنَ واقع الحال اليوم بعد استفحال ظاهرة المستشفيات والعيادات الخاصَة التي أقسم مستثمروها على أن يجعلونا نرى نجومها الخمس في عز الظهر بات لا يسر خاطرنا فكيف الحال بأبي قراط الذي عدَ المريض أمانةً في الأعناق .‏

ولا أغالي إن قلت بأنَ أمرين بات الاستثمار فيهما يغري كل من يريد أن يغرف المال تحت مسمياتٍ إنسانيةٍ هما العلم ،والطب, فالمدارس الخاصة على اختلاف مناهجها ، وبرامجها هاجسها المال ُ ثم المال ثم المال لأنَ أصول التربية والتعليم باتا الوسيلة مع احترامنا للعلم وليس لمن يستثمره .‏

أمَا الطب وخدماته لا سيَما الخاص منها فلقصته بداية ولا نعلم إن كان أصحاب القرار تحت ضغط آلام الناس ومعاناتهم سيجعلون لها حداً ونهاية , خاصةً بعد أن انتشرت ظاهرة المستشفيات والمراكز الطبية ذات الخدمات الفندقية كانتشار الفطر السام لأنَ من يعتذر عن إسعاف حالةٍ إنسانيةٍ حرجة طالها شر تفجيرٍ إرهابي لا يمكن أن يكون بلسماً.‏

أمَا من يحسن منهم تقديم العلاج يجيد بالمقابل استثمار الحالة لدرجة خروج المريض يئن تحت وطأة فواتيرٍ تبدأ بعشرات الآلاف ولا تنتهي عند مئاتها ، والاعتراض لا طائل منه لأنَ التفنيد أعدَه عقلٌ يحسن الاستثمار ، فمن خان القسم بالله عز وجل وليس قسم أبو قراط فقط بتنحيته الضمير جانباً لا بدَ من ردعه بتطبيق القانون لأنَ عقابه مباشرٌ وملموس خاصةً وأنَ جور أولئك يطالنا جميعاً على اختلاف شرائحنا ، فالمرض عندما يحل بأحدنا كفانا الله وإياكم مصابه يضطرنا للوذ بأقرب مستشفى خاصاً كان أم عاماً هذا إن لم يلزمنا الطبيب المعالج بمستشفىً دون سواه .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية