|
الصفحة الأولى وستؤكد أنها لن تقبل بخزعبلات أميركا وأدواتها عما يروجونه حول لجنة مناقشة الدستور، فكلامهم عن دساتير جاهزة أمر مرفوض، ولن تكون اللجنة إلا بقيادة وملكية سورية، ولن تقبل دمشق أي املاءات أو ضغوط أو تدخل خارجي في عملها. وهذا المنبر يفترض أن يكون فرصة لدعم الشعوب وحقوقها وليس لإرهابها، أما أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن أمثال السيناتور ليندسي غراهام، فلا يروق لهم أن يدافع الآخرون عن حقوقهم، فأجنداتهم لا تشي إلا بالعدوانية والغطرسة، وقد باتوا مع التقدم السوري في الميدان والسياسة يعبرون عن أطماعهم الاستعمارية في سورية والمنطقة جهاراً نهاراً. باتوا اليوم مع الانتصارات الميدانية والسياسية يتحدثون عن خلاصة أجنداتهم بكل وضوح وغطرسة، وخصوصاً فيما يتعلق بالأطماع التي تربط بلادهم بتركيا، لا بل وقولهم بأنه لا يمكن لأميركا التخلي عن تركيا في تنفيذ مشاريعها في سورية، فظهرت الخلافات المزعومة بينهما على حقيقتها وذهبت أحلامهما أدراج الرياح. اليوم تتلاقى مصالحهما الاستعمارية وتتوحد أطماعهما فتتمسك واشنطن بأنقرة رغم إشاعتها بأنها تختلف معها فيما يتعلق بالورقة الكردية في المنطقة، وتتمسك أنقرة بواشنطن رغم مزاعم الطرفين بخلافات عميقة حول المنطقة الآمنة المزعومة. تدعي أنقرة أن المماطلة الأميركية لتطبيق المنطقة الآمنة المزعومة نوع من التهرّب الأميركي والسعي لتقديم مزيد من الدعم لمرتزقة قسد واستمرار التعاون الأميركي مع الميليشيا التي تصنفها أنقرة تنظيماً إرهابياً، ثم سرعان ما يظهر التنسيق بين أنقرة وواشنطن، وبين أنقرة والميليشيا الانفصالية، فتنسحب الأخيرة من بعض القرى لمصلحة الأولى وبإشراف مباشر من قبل المحتل الأميركي. ورغم أن مرتزقة «قسد» هم الخاسر الأكبر في كل الحالات إلا أنهم مازالوا يقدمون خدمات العمالة لأميركا مع أن واشنطن تخلت عنهم غير مرة فهي على الرغم من دعمها لهم إلا أنها بالوقت نفسه لا تستطيع التخلي عن شريك الإرهاب التركي فنراها تضحي بهم حين الحاجة لذلك. لكن ما لا تدركه واشنطن وأنقرة وأدواتها الإرهابية والانفصالية وأتباعها في الغرب والمنطقة أن أجنداتهم ومؤامراتهم ستذهب أدراج الرياح وسينتصر أصحاب الحق مهما بلغ حجم العدوان، وللتاريخ دروسه وعبره التي خبرها العالم كله. |
|