تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التكريم الحقيقي

رؤيـة
الأحد 24-1-2016
 أديب مخزوم

بعض كبار الفنانين والكتاب والأدباء والنقاد والشعراء، لم يتم تكريمهم من جهات رسمية أو خاصة، رغم أنهم يقفون في خندق محاربة الإرهاب والتطرف، والدفاع عن قيم الخير والحق والعدالة والقيم الإنسانية،كما أن تاريخهم الإبداعي،

يؤكد أنهم في صدارة الذين ساهموا بتكريس المعاني الوطنية والانسانية، علاوة على أنهم لم يغادروا الأرض السورية، هاربين مثل غيرهم، طوال سنوات الحرب المدمرة والظالمة، على المجتمع السوري، بكل فئاته وشرائحه ومستوياته.‏

إلا أن هؤلاء مكرمون في قلوب عشاق الفن الحقيقي والراقي، والقادر على التجدد والخلود والديمومة والبقاء، وهذا هو التكريم الحقيقي، وأكبر وسام وشهادة تقدير، لأن التكريم على المنابر، في مجمل البلدان العربية، وفي أكثر الأحيان، يكون مجرد مجاملات ومحسوبيات، ومشكوك فيه، ويفتقر الى الجدية والمصداقية، ولهذا فتقدير المبدعين والمثقفين والمتابعين، هو التكريم الفعلي والحقيقي.‏

وبالتالي فليس كل من كرم على المنابر يستحقه، لاسيما، وأن هناك من ساهموا في خلط الأوراق، وغيبوا عن الكتب الرسمية، التي اشرفوا على اصدارها، عشرات الأسماء الفنية، بعضهم من كبار رواد الحداثة، في كل المجالات الإبداعية، وبدلاً من محاسبتهم، على تقصيرهم ولا مبالاتهم، تم تكريمهم بمنحهم أرفع الأوسمة وشهادات التقدير.‏

واقع مرير ومؤلم، أن نجد ممتاز البحرة، رائد الرسم الموجه للأطفال، وأحد كبار الفنانين في هذا العصر (على سبيل المثال) يعيش في دار السعادة، بلا تكريم،هو المكرم في قلوب الملايين، الذين نشؤوا على سحر وروعة رسوماته، التي بقيت ولسنوات طويلة مقررة في الصفوف الابتدائية كافة، ويزداد هذا الشعور حين نجد بعض الشبان والشابات، يكرمون في ملتقيات النحت وغيرها، على أعلى المستويات، رغم امكانياتهم الفنية المحدودة والمتواضعة، والضعيفة في أكثر الأحيان.‏

ثم ألا تصب خطوات تكريم المبدعين، في خانة التصدي لموجات الكفر وهدم الوطن والانسان، على يد المغول والبرابرة والتتار والوحوش الجدد.‏

facebook.com/adib.makhzoum‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية