تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ابداع شعري .. (طقوس الحب) نصـــوص تلوّنــــــت بالحـــــــب والإنســــــــانية

ثقافة
الأحد 24-1-2016
 عمار النعمة

(طقوس الحب) هكذا أرادت الكاتبة سهير نذير زغبور عنوان كتابها الجديد والمتضمن نصوصا تشربت الحب فجاءت مفرداتها عذبة لطيفة تدخل إلى القلب والوجدان دون استئذان.

تفتتح سهير كتابها بنص حمل عنوان «طقوس الحب» فتقول فيه: أنا التائقة لكل طقوس الحب في معابد عشقي, أحوم كالبخور حول أنفاسك, حتى أدوخ أنا, وتلتقطني ذراعاك طفلة, تتعمد على يديك, وسمها ماشئت ياحبي, فأنا مزقت عنواني, وإلى صدرك التجأت, ودروبي لست أذكرها.‏‏

الحب هو العنوان العريض لنصوص كتابها... الحب الذي يبني الحياة ويقومها, فلا شيء قائماً إلا على الحب, وسهير الفتاة الطامحة كأي أمرأة سورية ولدت على الحب, تملك مشاعر وتشعر بالآخرين, وقد تتحدث عنهم بشغف, فهي بالتأكيد عاشت تجربة الحب سواء صار ذكرى او تعيشه حاليا لكن له من اﻻثر ما يكون حبرا لمئة عام قادم... والحب الذي نقصده قد لايعني حب المرأة للرجل أو العكس فحسب بل أيضاً حب الوطن والإنسان والأبناء والطبيعة والحياة والجمال...‏‏

عندما تتمعن في قراءة النصوص يبدو وأنك أمام جيل يريد أن يثبت شيئاً ما في جعبته وأن الأدب لايجف بل هو متجدد في حضور مواهب تثبت يوماً بعد يوم وجودها بشهادة الكثيرين من الذين تخضرموا في بحور الأدب علماً ومعرفة.‏‏

اعتنقت حبك حتى تسربل روحي, وبندى صباحك تعمدت, وإليك نذرت القوافي, حتى تصوفت السطور في محبس الهوى, ويممت طوع القرار, أن يكون لك قلبي، حتى آخر العمر.‏‏

على هذه الحالة من النصوص اللامعة في مضامينها تزرع سهير ومضات مفرداتها لتملأً الدنيا بياضاً ونقاءً, فتبدو لغتها بكامل التراكيب والصور متميزة وقريبة من ذاتها التواقة للحب والإنسانية.‏‏

وتعلن الكاتبة وبجرأة تامة في نصها (أتدري) أن الحب لديها هو فيض لن ينتهي حتى ولو شاب الحب وهرم فتقول:‏‏

لن ينتهي حبك حتى يهرم الحب, ويغزو الشيب مفرقه, لن ينتهي حبك حتى تذوب الشمس من لهيبها, ويهرب البحر من موجه, لن ينتهي حبك...‏‏

سهير في ماكتبته من نصوص، تأتي بملامح تخصها وحدها، الأمر الذي يشكّل لهذه الكاتبة أسلوبها المتميز... ففي الابحار في عوالمها وأسرار قصائدها التي تحتفي بالإنسان وقدسية الحب نجد جملاً شعرية رصينة كأن تقول: سأكتفي بك عطراً.. وأنا امرأة تسحرني العطور, سيتلو قربك قلبي.. نبضاً والنبض وعد بالحضور, فعِدني أن تكون لي الكروم, وأنا لعينيك الخمور.‏‏

لاشك أن في زمن الحرب نصبح احوج الى الحب من اي زمن اخر فهو القادر على دحر تشوهات الحرب, وإزالة السواد الذي يعتلي القلوب, فكل كاتب يسعى ليعبر لمايجول في نفسه, وها هي سهير تكسر حاجز الألم لتتلو علينا ترانيم الحب على مسامعنا فتقول: للعشق أوان ومكان, تاريخ وعمر.. أوطان, لكن حبك في قلبي, تقويم مافيه زمان, إدمان عشقك إدمان, في قلبي طيفك شريان، والعقل بكفك مسجون, وهواك أنت السجان.‏‏

في (طقوس الحب ) يمكن القول: الحب في قدسيته يمد جناحيه على الكون فيعبق باﻻجمل وخصوصاً أن للحب طقوسا نعيشها كما الفصول اﻻربعة قد نزهر ونثمر وقد يحصدون ما فينا من وله وقد نجف ﻻعوام... لكن يبقى للغيث وعد ننتظره لنتفتح من جديد, هذه رسالة سهير في كتابها الأول المليء بالحب... والمكسي بفساتين شعرية لونها بألوان الشمس والحياة.‏‏

يذكر أن المركز الثقافي العربي بصافيتا يدعو اليوم اﻷحد الواقع في الرابع والعشرين من الشهر الحالي في تمام الساعة الواحدة ظهرا، لحضور حفل توقيع ديوان (طقوس الحب) للشاعرة سهير زغبور.‏‏

ammaralnameh@hotmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية