تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاتفاق النووي جعل ايران أكثر قوة

 بقلم : باتريك كوبرين
عن صحيفة الاندبندت
متابعات سياسية
الأحد 24-1-2016
 ترجمة : غادة سلامة

ايران باتت الدولة الأقوى اقليميا بعد رفع العقوبات عنها وكيف لا فهي تريد على ما يبدو هذا البرنامج فقط لأغراض سلمية ولا تريده لأغراض عسكرية وبالرغم من ممارسة اسرائيل والسعودية كافة الضغوط الممكنة للحيلولة دون ابرام مثل هذا الاتفاق مع ايران خوفا من التأثير الراديكالي الايراني على منطقة الشرق الأوسط

بحسب المفهوم السعودي للاستراتيجية الايرانية ،فالسعودية عملت ومازالت تعمل ما بوسعها لتشويه الوجه الايراني في منطقة الشرق الاوسط من كافة النواحي.‏

حيث ان الحرب في سورية كانت فرصة ثمينة لكشف الامور على حقيقتها حيث باءت كافة المؤامرات الدولية التي قادتها السعودية لإقصاء ايران وتأثيرها القوي على منطقة الشرق الأوسط بالفشل باعتبارها دولة اسلامية يحسب لها الف حساب وتهيأ لامراء السعودية في بداية الازمة السورية بان هذه الازمة وغيرها من الازمات في الوطن العربي ستضعف موقف ايران عربيا واسلاميا ولكن ما حصل هو العكس فما حدث لم تكن لتتوقعه السعودية فقد ازدادت قوة ايران وتأثيرها اسلاميا واقليميا في حين أن هذه الأزمات العربية وهذا الربيع العربي الذي تحول الى شتاء ساخن ودموي نتيجة الدعم السعودي لتنظيم القاعدة في سورية واليمن دعما كبيرا ولا حدود له , و كان نتيجة ذلك هو سيلان الدم العربي بغزارة ناهيك عن الدمار والخراب الذي حصل وطال كل الدول العربية دون استثناء , كل ذلك بسبب سياسة السعودية الخاطئة في المنطقة مما بشر بانشقاق كبير داخل الأسرة السعودية الحاكمة حيث أصبحت الأسرة الحاكمة تدين بعضها البعض وتتهم الملك و ولي عهده بالتهور والسقوط في المستنقع اليمني فقد القت الحرب الدائرة في اليمن بظلالها القوية على الأسرة الحاكمة في السعودية التي أدينت ادانة كبيرة لتدخلها العسكري في اليمن وغيرها من الدول العربية كسورية من خلال تمويلها ودعمها المادي للميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة وبالتالي اثرت هذه الأزمات سواء في اليمن أو سورية تأثيرا كبيرا على حكام السعودية وأحدثت تصدعات داخلية وعميقة داخل السعودية وتركيا وبقية دول الخليج بين مؤيدين قلائل للتدخل السعودي في اليمن وللعداء مع ايران وبين معارضي كثر لهذا التدخل في الشؤون العربية وعلى رأسها اليمن وسورية.‏

فما حدث أضعف السعودية و دول الخليج وقوى اسرائيل وسهل لها تحقيق اهدافها في منطقة الشرق الأوسط حيث قال رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومته يوم الاحد 17/1/2016ان اسرائيل ستواصل متابعة جميع الخروقات الدولية التي تقوم بها ايران ضد اسرائيل بما ذلك الاتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى والاتفاق حول الصواريخ الباليستية وغيرها من الامور التي تمس امن اسرائيل من قريب او بعيد . وكان نتنياهو يعلق على التطورات الاخيرة في الاتفاق الدولي حول برنامج ايران النووي وطالب تنتياهو المجتمع الدولي بأن يفرض عقوبات صارمة ردا على أي خرق كان , واشار الى ان اسرائيل تكمل المناقشات التي تجريها مع ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما حول وثيقة التفاهات التي تتعلق بتقديم المساعدات المادية الى اسرائيل خلال عشر السنوات المقبلة , ورغم التقاء المصالح السعودية _ الاسرائيلية بشأن المخاوف المزعومة من برنامج ايران النووي الا انه ربما سيشهد المستقبل بعض الانفراج في المنطقة بعد تبادل السجناء وهذا ماتنفيه بالطبع ايران لانها ترى في اسرائيل عدوا لها ولايمكن ان يكون هناك اي تفاهم بينهما.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية