تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نساء يتنافسنَ على الرجال!!

عيادة المجتمع
الاحد 10/12/2006
ميساء الجردي

لاشك أن ملاحقة الشباب للفتيات أو التنافس بين شابين للفوز بقلب فتاة صديقة أو جارة أو زميلة أمر مألوف في مجتمعنا بغض النظر عن هذا السلوك إن كان صحيحا أم خاطئا,

إلا أننا اليوم نسمع كثيرا عن قصص وحكايات معكوسة حيث نلاحظ كيف تتنافس فتاتان أو أكثر على شاب إما للفوز به أو للتباهي, وقد يكون ذلك ناتجاً عن حب أو لمجرد الاقتناء وكثيرا ما يصل الأمر بينهن إلى الشجار وإطلاق الشائعات والفضائح وقد تتقصد بعض الفتيات معاكسة خطيب أو زوج صديقتها محاولة الايقاع به..‏

هذه الظاهرة قد لا تكون جديدة من حيث وجودها ولكن مشكلتها في انتشارها الواضح وفي نظرة الناس الحالية تجاهها, ما دفعنا للسؤال عن الأسباب والظروف التي تفسر آلية حدوثها..‏

عيادة المجتمع توجهت بهذه المشكلة إلى الدكتورة نجوى نادر استاذة علم النفس التربوي في جامعة دمشق وقد أجابت بأن هناك أسباباً كثيرة تدفع فتاة اليوم إلى هذا السلوك منها أسباب اجتماعية عامة مثل هجرة الشباب وزيادة عدد الفتيات في سن الزواج, حيث أن هذا المهاجر وعلى الأغلب هو متعلم ومتميز ومتزوج من أجنبية في حين نجد المجتمع مازال يركز على الدور الأنثوي للمرأة أكثر ما يركز على شخصيتها فيصف الفتاة التي تتأخر بالزواج حتى لو كان ذلك بإرادتها ( أنها عانس) ويضاف إلى ذلك عزوف الشباب عن الزواج والإحباط الذي يعيشونه في ظل البحث عن عمل مناسب وغلاء تكاليف التعليم والفراغ الكبير بحياتهم والخوف من المستقبل, كل ذلك يدفعهم للانشغال بالأمور العاطفية والجنس كونها المنفذ الوحيد للترويح عن النفس وكل ذلك ضغوطات اجتماعية أدت إلى تدني تقدير الفتاة لذاتها.‏

أما الظروف الأخرى فإنها تتعلق بالغزو الثقافي والعولمي الذي جعل من مجتمعاتنا مجتمعات تستهلك الحضارة ولا تصنعها فأخذنا معظم الأشياء بشكلها الخاطئ ولم يعد هناك معان مشبعة أو أهداف محددة لهذا الجيل في ظل تراجع القيم الاجتماعية الايجابية والفهم الخاطئ للحرية وللجنس والتطور الذي يركز على الشكل دون المضمون, وهذا يظهر في انخفاض الذوق العام باللباس والتركيز على الملابس الفاضحة لأمور الجنس- مع سيطرة المصلحة المادية على معظم العلاقات..‏

وللأسف كل ذلك يشجعه الدور التقليدي للمدرسة وغياب الرقابة الأسرية والدور السلبي للتلفزيون, حيث إن90% من البرامج تظهر الفتاة بشكلها السلبي على أنها سلعة قيمتها الحقيقية في الإغراء والعرض..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية