تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تخوفات روسية من الشراكة الأوروبية

نوفوستي
ترجمة
الاحد 10/12/2006
ترجمة د. إبراهيم زعير

في مقالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين,نشرت في صحيفة ( الفايننشال تايمز) البريطانية وفي العديد من الصحف الروسية يحذر فيها من تنامي التخوفات بين الاتحاد الأوروبي و روسيا, من مسألة التبعية المتبادلة, لأن مثل هذه التخوفات ستعيق فتح صفحة جديدة من التعاون بين الطرفين, كما أن هذه التخوفات تتعارض مع وضع الأشياء الفعلي في القارة الأوروبية.

وجاءت كلمات الرئيس الروسي عشية عقد القمة الروسية الأوروبية في مدينة هلسنكي, ويشير بوتين إلى أن مثل هذه التخوفات تعود إلى الممارسة والتفكير السياسي القديم الذي مازال يعشش في ذهنية مروجي هذه الدعاية. والتي مازالت تهدد أوروبا بظهور انقسامات جديدة. وظهور هذه العقلية ترافق مع التوجهات لإعداد اتفاقية شراكة أساسية جديدة والتي من المفترض أن تكون المضمون الرئيسي لقمة هلسنكي. وقد عبرت بولندا عن استيائها بشكل استعراضي لرفض روسيا المصادقة على ميثاق الطاقة, وتحاول استغلال الاتحاد الأوروبي من أجل مصالحها الخاصة عقب فرض روسيا الحظر على استيراد اللحوم والمنتجات الزراعية من بولندا. والحقيقة أن موقف روسيا من القضيتين معروف جيداً ومنذ مدة طويلة بما في ذلك لدى وارسو.‏

وأكد ممثل الرئيس بوتين الخاص سيرغي باستر جيميسكي والمكلف بمتابعة ملف علاقات روسيا مع الاتحاد الأوروبي:إن روسيا لاتنوي المصادقة على ميثاق الطاقة بصيغته الحالية, والوثيقة نفسها لا تروق لموسكو ولا لبروتوكول الترانزيت الملحق بها والذي يمهد السبيل لأعضاء الاتحاد الأوروبي للوصول إلى بنى النقل الروسي التحتية بما فيها شبكة أنابيب الغاز. ولن تقبل روسيا أيضاً بمواد البروتوكول التي تساوي بين تعريفات نقل الوقود داخل روسيا وفي الخارج. وبالمناسبة إن اعتراضات روسيا تلقى تفهماً متزايداً لدى أعضاء الاتحاد الأوروبي, فالنرويج, على سبيل المثال, لن تنضم إلى ميثاق الطاقة, وهي أكبر مصدر للنفط في أوروبا .‏

ومن الممكن تمديد مفعول اتفاقية الشراكة الحالية من الاتحاد الأوروبي لعام آخر, أو لفترة يتفق الطرفان على مدتها, ولن يكون عامل الزمن عامل ضغط على روسيا, والكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي وهذه مشكلته وليس لدى روسيا النية للتدخل في هذا الوضع.‏

وبالمناسبة أن روسيا متفائلة بشأن مستقبل علاقاتها مع أوروبا الموحدة, وهي تعتبر نفسها جزءاً طبيعياً من (الأسرة الأوروبية )ومع ذلك فقد حذر الرئيس بوتين من أن تتحول المفاوضات المرتقبة إلى تبادل التهم والاعتراضات أو التصادم في الأمور الفنية مثل الحصص والتعريفات ومكافحة إغراق الأسواق بالسلع الرخيصة السيئة. ولن تغفل روسيا المحاولات غير المجدية بجعل أوروبا الموحدة بمثابة حصن في الصراع مع روسيا. فالرئيس بوتين على قناعة بأن المهمة الرئيسية اليوم هي المشاركة لبناء مستقبل جديد للاتحاد الأوروبي وروسيا بوصفهما حليفين وشريكين وليس كأعداء وخصوم ووفق هذه النظرة الايجابية ينبغي التصرف الشفاف والنظيف في العلاقات بين أوروبا وروسيا!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية