|
ترجمة ولخرقه اليمين الدستوري الأمريكي الذي أداه,ويطالب الملايين من الشعب الأمريكي بتسليمه إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي لمحاكمته عن الجرائم التي ارتكبها في العراق,لكنني على اعتقاد بأن المصير الذي ينتظر بوش في المستقبل هو السجن النفسي الذي سيعيش به طيلة ما تبقى من عمره. ما زال رئىس الولايات المتحدة ينفي حقيقة قائمة(تؤكد بأنه فقد عقله)لكنه ما انفك يعيش في أوهام سيطرت على مخيلته حتى في الأسابيع الثلاثة الأخيرة التي أظهرت نبذ الشعب الأمريكي له وقادت إلى خسارة حزبه في المعركة الانتخابية الهامة التي أظهرت نتائجها تفوق الديمقراطيين في مجلس الشيوخ والنواب,وكانت تعبيراً عن رغبة لدى الشعب بمنح هذا التفوق في مجلس الشيوخ والنواب للديمقراطيين بهدف تمكينهم من الوقوف في وجه هذا المجنون القابع في البيت الأبيض. في 28تشرين الثاني صرح بوش بضرورة عدم الانسحاب من العراق لحين استكمال المهمة التي قدمت إليها القوات الأمريكية من حيث بناء الديمقراطية وتحقيق الاستقرار في هذا البلد,وليكون ذلك انموذجاً للتغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط,وقد جاء هذا التصريح في اليوم الذي تلا بث شبكةnbc التلفزيونية الكبرى خبراً مفاده بأن العراق واقع في اتون حرب أهلية ,وقد تزامن هنا الخبر مع تصريح أدلى به وزير الخارجية السابق كولن باول ليقوم على ذات الفكرة. ومما يجدر ذكره,بأن تصريح بوش الذي أكد التزامه ببناء الديمقراطية والاستقرار في العراق قد تزامن أيضاً مع تسريب تقرير سري صادر عن مخابرات المارينز الأمريكية الذي أوجزته ونشرته صحيفة الواشنطن بوست, ذلك التقرير الذي يعرب عن تدهور الحالة السياسية والاجتماعية إلى الدرجة التي حالت دون تمكن القوات الأمريكية والعراقية من تحقيق هزيمة عسكرية لحركات التمرد في محافظة الانبار,ويشير تقرير مخابرات المارينز إلى أن القاعدة هي المنظمة المهيمنة في محافظة الانبار وأنها أكثر أهمية وقدرة من الادارات المحلية والحكومة العراقية والجيوش الأمريكية,وذلك عبر سيطرتها على الحياة اليومية في تلك المحافظة. ما زال بوش ينكر حقيقة ما تحقق من فشل في العراق بل ويصمم على هذا الانكار على الرغم مما حصل من الالغاء المفاجئ للقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي(الذي اختارته الولايات المتحدة لهذا المنصب)بعد أن أعد بوش نفسه لهذا الاجتماع في الاردن مع الالتقاء بالملك عبد الله الثاني,(ما يجدر ذكره أنه تعذر على بوش لقاء نوري المالكي في العراق لأسباب تتعلق بالعنف السائد في مدينة بغداد وخارجها وخروجه عن السيطرة,وإلى أسباب أمنية أخرى دعت جهاز الأمن الأمريكي إلى عدم السماح للرئيس بوش بالذهاب إلى العراق حيث يعمل كما يدعي على بناء الديمقراطية المستقرة). لقد أدلى بوش ببيانه المدهش الملمع عنه آنفاً على الرغم من التسريبات الاخبارية التي تقول بأن مجموعة الدراسة للوضع العراقي ترى ضرورة انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق علماً بأن جيمس بيكر يرأس تلك المجموعة وهو صديق لعائلة بوش وسبق وأن تسلم مراكز عدة في الادارة الامريكية منها كبير موظفي البيت الأبيض ووزير الخزانة ووزير الخارجية,وقد عمد بوش الأب إلى الاستعانة به لانقاذ ابنه من الاشكالات التي وقع بها لكن يبدو بأنه ليس لدى بوش الابن العقلانية الكافية لانقاذ نفسه. إن الأشخاص الوحيدين الذين يشعرون بالأمن في العراق هم التابعون لمنظمة القاعدة والمتمردون وقادة بعض جهات المقاومة. لقد دون وحفظ مركز الحقوق الدستورية في ألمانيا تهم جرائم الحرب المنسوبة إلى وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد ورأى عدد من المحامين الأمريكيين ضرورة اللجوء إلى نفس الأسلوب مع كل من بوش ونائبه ديك تشيني اللذين دمرا البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية برمتها في العراق . ونافلة القول أن الشرق الأوسط يلتهب بكراهية الولايات المتحدة والأرض تهتز تحت أقدام الحكومات المدعومة من النظام الأمريكي,فضلاً عن عدد القتلى والجرحى الأمريكيين الذين تجاوزوا /25000/جندي. ألا يكفي ذلك كله لردعك عن غيك يا بوش? وهل يتطلب الأمر براهين أخرى لتأكيد جنون هذا الرجل?. * وزير الخزانة الأمريكي السابق عن الصحيفة الالكترونية:infocmationclearinghouse |
|