تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفاصولياء والفصة لكشف التلوث...بدلاً من أعقد الأجهزة

كل جديد
الاحد 10/12/2006
موسى الشماس

هل يمكن استعمال النباتات لكشف مستويات التلوث كطريقة بديلة وأكثر دقة وحساسية من أجهزة قياس التلوث وأقل كلفة بما لا يقاس,هذا ما تجيبنا عنه الباحثة ربيعة توفيق زحلان-كلية العلوم جامعة دمشق من خلال البحث الذي أجرته بالتنسيق بين جامعة دمشق وهيئة الطاقة الذرية .حيث قالت عن هدف الدراسة.

> ما هدف الدراسة?‏

>> استجابة نباتات الفصة والفاصولياء موضوع الدراسة لتلوث الهواء اعتمادا على النواحي الإعاشية والمورفولوجية.‏

دراسة إمكانات استعمال النباتات للكشف عن مستويات التلوث في المدن الناشطة صناعيا وبشريا مثل مدينة دمشق,كطريقة بديلة وأكثر حساسية من أجهزة قياس الملوثات,وأقل تكلفة من خلال آلية بسيطة تعتمد على التغيرات التي تحدثها الملوثات في النباتات.‏

> أين تمت عملية الزرع?‏

>> من أجل تحقيق هذه الدراسة اختيرت ثلاثة مواقع متباينة في درجة تلوث الهواء وفي الأنشطة البشرية المؤثرة فيها,وهي:‏

(1) باب توما-الموقع الأكثر تلوثا.‏

(2) جسر فكتوريا-أقل تلوثا مقارنة بموقع باب توما.‏

(3) داريا-وهي منطقة بعيدة نسبيا عن التلوث الهوائي,وقد عدت شاهدا,تقع في سهل الغوطة الى الغرب من مدينة دمشق.‏

> ما ملوثات الهواء التي تم قياسها?‏

>> قيست تراكيز بعض ملوثات الهواء الأساسية H2S -O3 -NOX -SO2 وكذلك تركيز الجسيمات العالقة الكلية TSP والعناصر النادرة (الرصاص والنحاس والكادميوم والزنك) فيها,وتبين أن أعلى تراكيز لملوثات الهواء كان في باب توما تلاه جسر فكتوريا.‏

> ما النتائج التي حصلت عليها?‏

>> تبين النتائج أن أعلى تركيز لملوثات الهواء كان في باب توما تلاه جسر فكتوريا,وقد تجاوزت قيم الملوثات في هذين الموقعين عتبات التأثير في النبات.كما تبين أن الهواء الملوث يؤثر في نباتات الفصة,إذ ينخفض طول النباتات ونموها,ومحتوى الأوراق من اليخضور, والإنتاجية,وعدد الأزهار والقرون والمسطح الورقي,في الموقعين الملوثين مقارنة مع الموقع الشاهد,إذ بلغ الانخفاض في الوزن الجاف الكلي 67,44% 56,16,% في باب توما وجسر فكتوريا على التوالي مقارنة مع الشاهد,ولكن لم يكن لملوثات الهواء تأثير في عدد ونمو البادرات,كما استمر تأثير ملوثات الهواء في نباتات الفصة التي تم حشها وتركت لتنمو من جديد,وتبين أن الفصة حساس لملوثات الهواء إذ أبدى استجابة تعكس بوضوح نسبة وجودها في الهواء.‏

كانت النتائج متشابهة بالنسبة للفاصولياء فقد أبدت استجابة واضحة لملوثات الهواء حيث انخفض طول النبات,ومحتوى الأوراق من اليخضور,وعدد الأزهار والقرون,والمسطح الورقي,في الموقعين الملوثين مقارنة مع الشاهد,حيث انخفض الوزن الجاف الكلي بمقدار 47,4 %44,26,% في باب توما وجسر فكتوريا على التوالي مقارنة مع الشاهد.‏

بالنسبة لتركيز عنصر الرصاص في العينات النباتية كانت أعلى قيمة له في أوراق نباتات فكتوريا بالنسبة للفصة,وكانت أعلى قيمة له في أوراق نباتات باب توما بالنسبة للفاصولياء.‏

> ما نتائج الدراسة الإحصائية?‏

>> بينت الدراسة الإحصائية أن الفروق بين دالات النمو في المواقع الثلاثة كانت معنوية.‏

وعند دراسة علاقة الارتباط بين جميع الدالات المدروسة بالنسبة للنباتين وفي المواقع جميعها, تبين وجود ارتباط سلبي قوي بين تراكيز ملوثات الهواء ودالات النمو للنباتات,مع عدم ارتباط بعض الدالات المناخية مع دالات النمو وفي حال ارتباط بعضها الآخر فقد كان الارتباط ضعيفا.‏

> ما الجديد الذي تم التوصل إليه?‏

>> تبين أنه في منطقة شبه جافة كدمشق ظهرت عتبات تأثير لملوثات الهواء في النباتات,تختلف عن تلك المدروسة في مناطق ذات مناخ مختلف مثل أوروبا وأمريكا,حيث انخفضت عتبات التأثير في النبات لملوثات الهواء,إذ ان الجفاف يمثل أحد الإجهادات البيئية التي تساعد على إظهار تأثير ملوثات الهواء,حتى وإن كانت بتراكيز منخفضة خاصة عندما تكون فترة التعرض طويلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية