تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مثقفون أمريكيون: سورية مهد الحضارات والتعايش الديني

شؤون ثقا فية
الاربعاء 27/6/2007
حوار وترجمة :سوزان إبراهيم

لأنها مهد الحضارات وموئل الأبجدية,لأنها أرض الأنبياء وحاملة النور السماوي إلى العالم كان لابد لبواباتها المغلقة

على تاريخ طويل أن تنفتح وتشرع على الأفق لينظر العالم كله إلى ما صنعه إنسانها عبر رحلة الزمن وما سجل في سطور التاريخ. سورية الموطن الثاني لكل إنسان,سورية تعايش الأديان وحوار الحضارات وصاحبة الرسالة الإنسانية في المحبة والتآخي والسلام? هي كذلك ولكن هل نجحنا في ترسيخ هذه الصورة البهية في أذهان الغرب? وكم يلزمنا من وقت وجهد مخلص لنفعل ذلك! هي خطوة جميلة قامت بها واحدة من أبناء سورية التي مازالت تنبض في عروقها ونأمل أن تليها خطوات أخرى.‏

لمسنا ثقافة السلام لدى السوريين‏

في القاعة الدمشقية في المتحف الوطني التقت الثورة الدكتورة رحاب سواح التي قدمت إلى سورية مع مجموعة من أساتذة الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض أعضاء الوفد الضيف:‏

الدكتورة رحاب سواح مدرسة في جامعة موبيرلي في ولاية ميسوري الأمريكية تدرس الفيزياء وعلم الفلك.قالت للثورة:‏

في العام الماضي تقدمت وشخصان آخران لمنحة (full bright) للحكومة الأمريكية تطلب تمويلاً لمجموعة أساتذة جامعيين للمجيء إلى سورية ليطلعوا على تعايش الأديان فيها وتم تمويل المشروع والرحلة مقسمة إلى سورية وتركيا بصورة رئيسية بعد العودة إلى أمريكا يتوجب على كل مشارك في المجموعة أن يتقدم ب 3 محاضرات على الأقل في مؤتمرات أو جامعات وأن يطوروا جزءاً من منهاج تعليمي ويضيفوه للمواد التي يدرسونها في جامعاتهم عن الرحلة .‏

الهدف الأساسي للرحلة هو الاطلاع على واقع الناس في سورية بدل القراءة أو الاستماع إلى ما يقال فالاحتكاك مع الناس يؤثر ويغير وقد تتكون قناعات وانطباعات لا تنسى أبداً.‏

رئيس المجموعة هو(كينت فارنزوورث) وأنا مسؤولة عن تنظيم الجزء السوري وهناك شخص ثالث أستاذة من تركيا ستكون المسؤولة عن تنظيم الجزء المتعلق بتركيا.‏

تقيم المجموعة لمدة أسبوعين في سورية وقد التقت البطريرك السرياني الأول في العالم البطريرك زاكا الأول عيواظ وكان لقاءً رائعاً ترك أثراً جميلاً ووقعاً حميمياً على أفراد المجموعة ونلتقي الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية كذلك التقينا وزيري الثقافة والتعليم العالي.‏

يتضمن برنامج الرحلة إضافة لبعض المحاضرات زيارات للأماكن الأثرية والصروح الدينية (الجامع الأموي وكنيسة حنانيا ودير سمعان)وسيرون كسب حيث تجمع أرمني مسيحي سوري هناك ليروا ذلك التعايش الديني الرائع الموجود بين أبناء سورية من مختلف الأديان والثقافات وهذا التمازج المذهل بين الناس.‏

نزور المتاحف أيضاً ومن مفردات الزيارة المرور ببصرى وتدمر وحلب وحمص وكسب وكجزء من تعلمهم عن التعايش بين الأديان يقيمون حالياً في كسب في دير مارلوس بدلاً من الإقامة في فندق وبذلك يعيشون تجربة مباشرة.‏

المجموعة تضم أساتذة من جامعات مختلفة في أمريكا يدرسون أديان العالم والفن والتاريخ والرياضيات والفلسفة...‏

في 24 حزيران تنطلق المجموعة فجراً إلى تركيا لمدة أسبوعين واستمعت المجموعة إلى تاريخ سورية وتاريخ الأديان فيها والحضارات القديمة والتعريف بالإسلام وكذلك التطورات العلمية التي شهدتها فترة الحضارات الإسلامية خلال 800 سنة والفن التشكيلي في سورية.‏

إذا تقدمنا بطلب منحة ثانية وتم الموافقة عليها قد نأتي ثانية بمجموعة أخرى والتمويل يكون عن طريق ما يشبه وزارة التربية لدينا وهذه المنحة(فول برايت) تحديداً لتشجيع الناس لزيارة بلدان أخرى والتعرف على حضاراتها وثقافاتها ويعودون لنقل كل تلك الخبرات لمجتمعاتهم وهي فخمة شهيرة جداً وقد تستقدم طلاباً لكننا أتينا بأكاديميين ليعودوا ويعلموا طلابهم ما شاهدوه واختبروه في سورية.‏

الدكتور كينت فارنز وورث رئيس المجموعة : لعلي أعرف قليلاً عن سورية دون بقية المجموعة فحين كنت يافعاً عشت في إيران وكنت في سورية عندما كان عمري 15 سنة ومنذ ذلك الحين تغيرت سورية بشكل كبير جداً وأنا أشعر بحب كبير للشرق الأوسط على كل حال وقد سعدت بالعودة الى هنا وقد أدهشني فعلاً ذلك النمو الكبير في دمشق خاصة الأبنية عما كانت عليه عام 1961 لكني لا أذكر ذلك إذ كان هناك مكان كبير والانطباع الأول لدي أن هناك مدينة عظيمة ومكتظة ما زالت تحتفظ بسحرها الذي أحسسته عندما كنت شاباً فيها والناس طيبون رائعون أعتقد بصراحة أن علينا الاعتراف بأننا لا نقدم بعض القضايا المهمة القائمة عالمياً كما يجب وأعتقد أن واحدا من الأمور التي تهمنا هو التأكيد على فهم القضايا الصعبة في المنطقة الآن وتقديمها للأمريكيين وأعتقد أنهم لا يدركون كل قضايا المنطقة وكيف ينظر أناس هذا الجزء من العالم إلى المشكلة.‏

وكيف تؤثر على حياتهم واحد من الذين قابلتهم أمس يقطن على بعد 35 كم من المنطقة المحتلة وأعتقد أن ليس لدى الأمريكيين شعور حسن تجاه ذلك لأننا لم نختبركما هؤلاء الناس العيش بجوار عدوٍ بهذا القرب.أعتقد أن المسألة الأساسية هي العمل على مساعدة الأمريكيين على فهم أكبر لهذه القضايا (المشكلة)‏

* نعتقد أن الثقافة والحوار طريقنا للسلام وليس الحرب?!‏

** جميعنا نوافق على ذلك‏

* هل لديكم أي اطلاع على التعليم والثقافة العربية ?‏

** لا نعلم الكثيرعن التعليم الإعدادي والثانوي في سورية ويبدو أن كلتا المرحلتين لا تختلف كثيراً مما لدينا,هناك بعض الفروق لكنها ليست رئيسية.لسوء الحظ ليس لدينا طلاب في الجامعة في هذا الجزء من العالم لكن هناك الكثيرمن الطلاب السوريين في جامعات أوروبا والولايات المتحدة ولا بد لنا من فهم بعضنا البعض.‏

جينفر نولن:تدرس الفنون والحضارة الإنسانية :‏

هذه زيارتي الأولى إلى سورية.وصلنا الثالثة فجراً وكانت الظلمة سائدة ولكن مالفت انتباهي ذلك الهدوء و لكن ما زال هناك أناس قلائل عند الفجر ربما أول انطباع لي عندما نستيقظ صبيحة يوم جديد.‏

إنها مدينة كبيرة ومزدحمة جداً تجولنا في المدينة وكان الناس ودودين للغاية ومهذبين وحريصين على تلبية كل ما نحتاجه.الأمر الرئيسي هو أنني أتيت هنا للإطلاع على الفن والعمارة في هذه المنطقة لندرسها بشكل عام وأ درّس طلابي تاريخ الفن والتأكد من إعطاء وقت متساو لكل البلدان وهذا بشكل خاص ما أبحث عنه : العمارة وجمع المعلومات والعودة بها لتزويد طلابي بها ,كان المتحف الوطني الذي زرناه يوم أمس رائعا ,أتمنى قضاء وقت أطول للتركيز على كل قطعة‏

وقد كونت معلومات عن الناس : ماذا يحبون وما هي الأشياء الخاصة في حياتهم‏

كجزء من برنامج (فول برايت ) المطلوب منا تقديم 3 محاضرات على الأقل عند العودة إلى بلدي ومجتمعي في بلدي وبلدة زوجي ,سوف نتحدث عن ذلك ,لطلابي أيضا.‏

* هل لمست رغبة السوريين بالعيش بسلام ?‏

** أوافق تماما على رغبتكم بالعيش بسلام سافرت إلى بلدان عديدة : الصين أوربا وجنوب أمريكا أعتقد أننا لا نتواصل بشكل ما مع حياة الناس اليومية لذلك لم يكن لدينا الفرصة لمعرفة بعضنا البعض وكلنا نود العيش بسلام ورعاية أطفالنا بأمان وسعادة نتمنى السلام والسعادة لكل إنسان‏

جيني ولسون : من جامعة ميسوري مدرسة ميزياء GR : قبل قدومي إلى هنا أعتقدت أن جميع السكان مسلمون لكنني علمت بوجود ديانات متعددة : مسيحيون ومسلمون يعيشون بجوار بعضهم على عكس ما توقعت‏

الانطباع الأول الذي تولد لدي في سورية هو أن الطقس ليس حاراً كما توقعت : الطقس رائع والشعب يرحب بنا بحفاوة في الشوراع‏

* ما الرسالة التي ستنقليها لأمريكا ?‏

** أود الحديث عن الناس وعن الأوضاع الحرجة في هذه المنطقة‏

لقد شعرت برغبة الناس هنا بالعيش بسلام ,وهم يقبلون الآخر هذا ما أحسست به.‏

* كيف نغير إذاً الأنطباع الأمريكي عن سورية?‏

** أعتقد أن الوسيلة الأفضل لذلك هي تبادل الزيارات,والحديث عن الناس وجمال المدن والتقدم الذي تشهده وكذلك عبر السفراء وإطلاع الأمريكيين على خصائص الشعب السوري ومدى طيبته وتودده وأن سورية مكان رائع في هذا العالم هذه كما أعتقد النقطة التي يجب الأنطلاق منها.‏

الشعب الأمريكي يحمل محبة كبيرة للشعب السوري أعتقد أن هناك بعض الخلافات بين الحكومات وبين بعض الناس لكن لابد من الحوار المفتوح الصريح وتبادل وجهات النظر.‏

لينكون فيليبس أستاذ التصوير :قبل زيارتي عرفت القليل جداً عن سورية وكان ذلك عبر وسائل الإعلام والتقارير الصحفية وعرفت قصصا ً مختلفة عن سورية لكني عرفت بعض المعلومات أيضاً من امرأة قدمت إلى سورية قبل سنتين جاءت تحضر تقريراً عن العراق وأوضاع العراقيين وكانت تجربتها في سورية رائعة ووجدت تعاوناً كبيراً من الناس هنا وهذه الزيارة الآن تشكل فرصة رئيسية لي للتعرف على سورية عبر التواصل مع الناس والتحدث معهم وهذا يبدو سهلاً فكثير منهم يجيدون الأنكليزية منذ يومين أقابل الناس وهم طيبون يرغبون بالحديث بصراحة نحن هنا لأسباب أكاديمية بطبيعة الحال لقد أتينا لنتعلم ونحصل على خبرة نعود بها ,لقد كانت تجربة ممتعة.‏

سأخبر طلابي بأن هناك معلومات هائلة عن سورية لا نعرف منها إلا القليل عن الشعب وعن المجتمع والتقدم العلمي الذي شهدته سورية وعن الحضارة وأنا أعلم ما للصورة من تأثير مباشر وسأقول بأن ابن الهيثم أول من اخترع فكرة الكاميرا.سأخبرهم عن تاريخ الفن وعن التعايش بين الأديان هنا.‏

لقد سمعنا ولمسنا رغبة السوريين بالسلام وعلى عدة مستويات منذ زيارتنا هنا وهذا يؤثر على مشاعر الأمريكيين ونحن كأفراد في أمريكا نتمنى ذلك السلام أيضاً بعمق.‏

من الصعب جداً شرح الأمر للأمريكيين فيما يتعلق بسورية وخاصة ما يتعلق بفلسطين ولن يتم ذلك إلا عبر تفهم كبير لهذه القضايا والتركيز على أمن الشعب والوطن.‏

suzan.@scs.net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية