تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا لم تستشيروا موفاز?

هآرتس-< بقلم جدعون ليفي
ترجمة
الاربعاء 27/6/2007
ترجمة ليندا سكوتي

هاهو الواقع ينجلي بعد وقوفنا المضحك على أن ما ألم (بإسرائيل) من نوائب جراء الحرب مع لبنان لم يكن الا نتيجة عدم استشارة

شاؤول موفاز واعطائه الدور الذي يستحقه في تلك الحرب ذلك ما ذهب اليه تقرير لجنة فينوغراد في مسودته الاصلية حيث اشارت اللجنة إلى المفاجأة التي تلقتها عندما وقفت على امر هام ألا وهو أن وزير الدفاع السابق لم يكن له من دور فعال في الحرب الثانية على لبنان وعبرت عن ذلك عضو اللجنة روث جافيصن بقولها: كان الشخص الأكثر خبرة من غيره.‏

فهل كانت تجهل مع زملائها ما قادت اليه خبراته من دفعنا إلى الهاوية جراء انتصار حماس في غزة.‏

أفاد موفاز للجنة التحقيق بما يؤمن به حيال هذا الموضوع وعمد إلى التلاعب بالألفاظ أمامها مؤكدا أنه كان من الضروري استخدام مزيد من القصف الشديد ويعتقد بأن ما حدث كان معركة وليست بحرب وسواء أكانت معركة أم حربا لا يسعنا الا الثناء على الحكومة لعدم أخذها بمقترحاته وعلى الرغم من أن اللجنة قد قامت بتعنيفه لعدم مبادرته لأخذ دور أكثر فعالية لكننا نشعر بالرضى تجاه ذلك لأن الحكومة لو أخذت بنصائح موفاز لاستمرت الحرب مدة أطول.‏

لا ريب بأن موفاز هو وزير في الحكومة ممكن استشارته من قبل اللجنة باعتباره تسبب باضرار فادحة اذ شغل على التوالي منصبي رئاسة هيئة الاركان ووزارة الدفاع حيث الحق كارثة (بإسرائيل) ودول الجوار وكان على اللجنة توبيخه جراء ما ارتكبه من افعال.‏

ان عقيدته العسكرية التي تقوم على الاستخدام المفرط للقوة هو الشيء الوحيد الذي يجيده وليس لديه لغة اخرى يمكن أن يتفاهم بها لقد قادت وجهات نظره العسكرية إلى مقتل 1700 فلسطيني منهم 372 طفلا ويافعا لقوا نحبهم إبان توليه منصب وزارة الدفاع ويشكل هذا الرقم ست اضعاف عدد الاسرائيليين الذين قتلوا في ذات الفترة فضلا عن قيام (اسرائيل) باغتيال 191 خلال توليه السلطة.‏

وإن هذا التصرف لا يمثل انحطاطا اخلاقيا فحسب وانما يشكل نتاجا للسياسة الخرقاء التي اتبعها اذ لم يكن مؤيدا لإرييل شارون فقط وانما كان له دور رئيسي في تنفيذ تصفية السلطة الفلسطينية وحتى عندما كان يشغل وظيفة رئيس هيئة الاركان سمعه الناس عبر مكبرات الصوت وهو يهمس إلى رئيس الحكومة بضرورة ابعاد ياسر عرفات.‏

فبإمرة موفاز دمرت القوات الإسرائيلية أجهزة السلطة الفلسطينية كافة دون أن يسأل نفسه عن البديل وماذا سيحدث عندما تتخلص من عرفات ذلك القائد الفلسطيني الوحيد القادر على اقامة اتفاق. لو فكر موفاز قليلا لعرف بأن منظمة حماس هي الجهة التي ستحل محله إن الفوضى المريعة التي تشهدها غزة كانت جراء سحق السلطة الفلسطينية والتي يعتبر موفاز وشارون مسؤولن عنها لقد وصلت حماس للسلطة نتيجة الجوع واليأس الذي تعرض له الشعب الفلسطيني وبذلك فإن هذا التصرف يعتبر خطأ تاريخيا يفوق الخطأ المرتكب في الحرب على لبنان حيث إن عرفات الذي كان يصور بأنه عقبة في وجه السلام قد حلت محله منظمة حماس وبذلك فإن سياسة موفاز هي التي قادت إلى تلك النتائج وعليه إن تم تشكيل لجنة لتقصي واقع ضياع فرصة السلام ووصول حماس إلى السلطة فسيكون موفاز محوراً لهذا التحقيق .‏

هذا هو موفاز الذي تبحث لجنة فينوغراد عن خبراته وهو المرشح ليأخذ موقعا اكبر في حكومة أولمرت.‏

علينا أن نشكر ناخبي حزب العمل الذين اختاروا أيهود باراك لرئاستهم الأمر الذي حال دون عودة موفاز إلى وزارة الدفاع اذ إن هذا الرجل الذي يعتبره البعض قد اسهم في تحقيق الأمن (لإسرائيل) لم يكن في واقع الأمر سوى مسبب لما لحق بها من اضرار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية