|
آراء هذا العالم المتلون والمتجدد على الدوام, والبشر ينشؤون في بطون أمهاتهم من نطفة لاتخطر على بال, ثم تدب الحياة عند مجيء الإنسان في الصرخة الأولى فيفتح عينيه على وجه أمه المتعرق من ألم المخاض, رغم ذلك, تستقبل وليدها بابتسامة السعادة والفرح. بالنسبة لي, تتعدد صلواتي لله تعالى شاكراً نعمته علينا, خصوصاً نعمة الحب, الحب الذي ينظف قلوبنا من أدرانها, ويعلمنا الأشياء الجميلة, كي نكون في حلة الجمال أمام المرأة التي نحبها ونعيش من أجلها, المرأة نعم من نعم الله أيضاً, فهي الخصب, والحنان, والوجه الصبوح, مكتملة بصوتها, الناعم الآسر الذي هو عكس أصواتنا الخشنة والتي تؤذي الأذن أحياناً. ومن أقوال الفيلسوف والمتصوف الهندي(أوشو) حياتك, ليست حياتك بل مسيرة حياة الله فيك, ليس البشر سوى صفحات تملؤها الكلمات, وبينها نقاط وفواصل, الوجود اوركسترا, نحن ألحانها, آلاتها, وحين نعزف بتناغم, نكون نستحضر النعمة وإذا عزفنا, كل على هواه, نكون, أيضاً نستحضر البؤس الذي قد لانراه من حولنا وهو موجود بكثرة, وكلما انتابنا البؤس نعلم أننا بغير إرادة نفرد خارج السرب, إذا نحن من نجلب البؤس لذواتنا, لكن التناغم والتعاون مع أهلنا, ورفاقنا, وشعبنا, نهزم البؤس والفقر والانحطاط والتخلف, في الحقيقة لأننا متخلفون ومختلفون ( بستوطي العالم حيطنا ويهزمنا شر هزيمة), ألم تفعل بنا إسرائيل هذه الهزائم يسبب هذه الوحدانية الفردية, حيث مصلحتي أولاً, وليبلع الآخرون البحر. أقول إنني مؤمن, ولست متطرفاً, أصلي يوماً وقد لا أصلي في اليوم التالي, أصوم رمضان جيداً, ولكن لا أصوم في الشهور الحرم كلها, لي صلاتي الخاصة مع الله. هي صلاة مع الوردة, أليست الوردة وأريجها كافيين على حقيقة وجود هذا الخالق العظيم? عندما نرغب بالتسامي لملاقاة الله, نلاقيه في أمور كثيرة, شربة ماء عند العطش, ولقمة خبز عند الجوع, في الحقيقة, أرغب بكل إنسانياتي أن أتسلق إلى الله. وأصعد السلم درجة درجة, وهو يراني, دائماً يراني, إن التناغم بين الحياة التي وهبنا الله إياها وبين أن نعيشها جيداً, هو تناغم بين قطبين لظاهرة واحدة ظاهرة الالتقاء بالله و الطالب والمطلوب, والناشد والمنشود, ليس الالتقاء بالله فقط في الجامع والكنيسة والمعبد, إن الالتقاء به يحصل في كل لحظة, بعيداً عن طقوس الصلوات الخمس أو غيرها, في الحقيقة إن الله يرانا حيثما نحن ويسمع همسنا وتوجساتنا وحنيننا, وهو لا يقترب إلا من مريديه, وهو الله يسعى نحو مريديه ويفهمهم سواء صلوا حسب الطقوس أم صلوا متذكرين نعمه الكثيرة, أشعر كثيراً بروحي المنصرفة وأنا أفكر بالله, وأفكر به كثيراً, وأناشده في تحقيق أشياء صغيرة تسعدني.. وقد يستجيب لشيء ولا يستجيب لآخر, هو الذي يعرف الأسباب, وأنا لا أعرف, هو الذي يدرك وأنا لا أدرك.. لا أعتب عليه إذا لم يستجب لي, لأنني في هذا المقام أفكر بطريقة مصلحية قد لاتكون مصلحتي, لكن الله هو الذي يعرف كل شيء. وفي العودة إلى (أوشو) لايميز الله بين إنسان وآخر, لا فرق عنده بين هذا وذاك إلا بمقدار مايعطي, إلا بمقدار الإحساس بالمحبة والشعور بوجوده, صحيح الاعتماد على الله واجب, (توكلت على الله) لكن الله, في المحصلة يريدك أن تفعل أنت, أن تخطط وتطمح للأفضل, يريدك أنت بعرقك وكد يمينك أن تبني.. ثم هو يساعدك, لاتكن اتكالياً على الآخرين. مامن أحد يضعك فوق مصلحته, ومامن أحد يمد لك يد العون إذا تأكد أنك ستتفوق عليه, الناس منقسمون هذا واقع, لأنهم فرديون, وهذا من أخطاء البشرية الدول الغنية تسعى إلى الغنى أكثر فيما الدول الفقيرة يموت مواطنوها من الجوع.. هذا الانقسام جعل الإنسان في حال أقرب إلى الانفصام النفسي, والأبشع إن ذاته تصارع ذاته التي هي ذات الذات, وتتسبب له بالألم والوجع, خلاص الإنسان من هذه التفاهات التوحد مع المجموع هو في الشعور إنه بدون الجماعة لاشيء. والصدق شيء من نعم الله.. لماذا نكذب? متى دخل الكذب دخل صاحبه في كل الموبقات اللصوصية الفساد, الزنا, التعدي على الكرامات, بل هو الجريمة بكل أبعادها.. ما الذي يدفع الكذاب إلى الكذب? هل يسأل الواحد منا لماذا عليّ أن أكذب, الإنسان الذي يمتلك الحقيقة لايعود يهتم بالأمور الدنيوية ولا بالإغراءات المادية. إن الوعي بالحياة هو الثراء الحقيقي وليس امتلاك المال أو السلطة والإنسان الصادق الأصيل صاحب القيم هو الذي يعي أن بيده مفتاحاً سحرياً يفتح له باب النعمة والمحبة (كن جميلاً تر الوجود جميلاً) هذه حقيقة غن فتطرب أنت ويطرب الآخرون معك, اجعل حياتك حلبة رقص احتفالاً بوصولك إلى الحقيقة. إن الله معنا في كل لحظة إذا أحببت أحبب بصدق, لاتخدع حبيبتك بمعسول الكلام الكاذب, لأنها إذا اكتشفت أنك تضحك عليها, أوتكذب, أو تخدعها تحتقرك, بينما إذا كنت صادقاً تحترمك, والاحترام هو الشيء الأكبر الذي يسند الحب ويقويه ويجعله بنياناً مرصوصاً كأعلى الجبال. الحقيقة ليست شيئاً مادياً يمكن الاستيلاء عليها, أو الحصول عليها بالمال والسلطان والجاه.. أنت عليك أن تسعى إليها بكل الوسائل المشروعة, لو انحرفت هي التي تبتعد عنك, ويصبح من الصعب العثور عليها, الطريق إلى الحقيقة: التأمل, الاستغراق بالتفكير في كيفية جعل نفسك ممتلئة بالنعمة, هي أن تكون شاعرياً في النظر إلى الأشياء والتعبير عنها هي ليست دمدمة شفاه, إنها حركة ضمير وقلب وعقل وأحاسيس, والحقيقة أن ترى هذا التناغم المبدع في صروف الحياة, والحب هو سبيلك إلى وعي هذه الحقيقة التي لانهاية لها, والحب الذي هو الحقيقة بعينها هو الذي يقودك إلى الغبطة والفرح والأمان. *** الخيول لو أن للدروب ذاكرة لقالت لك لم انتظرت وكم وقفت طويلاً هنا وهناك لو أن لهذه الأرض ذاكرة لقالت لك كم تشردت وسافرت في القطارات والمراكب والطائرات بحثاً عنك تحت كل كوكب. هكذا كان القمر يروي لي كيف تبتل رموش عينيك بالدموع والشمس روت لي كيف تقفين على المرافىء وتلوحين للغيم العابر كانت أشواقنا تركض في الاتجاه المعاكس وما من لقاء كل صباح افتح عيني كي آراك فلا أرى غير الأشياء الثابتة المألوفة أمام سريري صورتك.. فوق رأسي صورتك.. وصورتك هنا وهناك كنت أحياناً أحلم أنك تخاطبينني داخل الإطار.. وأنك في لحظة تقفزين منه إلى صدري.. فلا أتلقى إلى الفراغ أحياناً أشعر بيدك على خدي, وشعرك الحرير ينام على صدري وأن ثمة كلاماً تهمسين به. أصغي إليك بجنون. وأعيد صياغة الحلم من جديد موزونا كالشعر وأعي حضورك ويعيني هكذا كنت أرتب أحلامي في الغياب فلم أعد أعرف هل أنت معي أم أنت هناك وراء السراب تهرولين في ذاكرتي كالخيول البرية فأستيقظ على ورد شفتيك الحميمتين فلا أعرف أيهما الوردة وأيهما فمك في الخيال.. كم جلست في حضرتك جلوس الفقير في باب الملوك جلوس العاشق في باب المعبود أي حيرة الآن تعلكني وأنت بعيدة أي ضياع.. أي خوف يستبد بي الانتظار كأنني محكوم إلى الأبد وأنا انتظر.. أين أنت?! |
|