|
دمشق
تحليق اكثر من عشرة أبراج جديدة وآلاف الشقق السكنية تشيد في دمشق حاليا ولكن اسعار العقارات لا تتوقف عن التحليق رغم كل مؤشرات الانفراج وهي التي سجلت ارتفاعا في بعض المناطق بحلول موسم الصيف وعوامل كثيرة دفعت في هذا الاتجاه اقطاب قطاع العقار المتنامي بسرعة مذهلة يشيرون الى ارتفاع الطلب في مدينة مثل دمشق لا تتوقف عن استقبال الوافدين الجدد يوميا اضافة الى ارتفاع اسعار مواد البناء ولكن المتهم الاكبر هو غياب دور التشريع والقانون اضافة الى المؤسسات المالية الناظمة للقطاع. فعلى الرغم مما ينتظر قطاع العقار من دخول عدد من المستثمرين الجدد حيث تشير المصادر الى تغير الشهود لجهة احتدام المنافسة إلا ان نجاح سوق العقار سيتوقف على المناخ الملائم لنشاط الشركات العقارية وقرارات اقتصادية محفزة بالتوازي مع فعالية القانون العقاري المرتقب.! تضخم ويفتقر قطاع العقار للتشريعات والقوانين التي تنشط هذا النوع من الاستثمار كونه يعد الاستثمار الأول في دول العالم ويشكل دخله الجزء الأكبر في اقتصاد الدولة كما يعاني من غياب المؤسسات المالية والممارسات التسويقية حيث ينتظر من الشركات العقارية ان تؤدي دورا ايجابيا في نطاق التخفيف من غياب هذا العامل. وتخشى الفعاليات الاقتصادية ان يؤدي استمرار الارتفاع المتزايد لأسعار العقارات الى تردد المستثمرين في الشراء,مشيرين الى ان هذا الارتفاع يحمل في طياته مخاطر تضخمية انسحبت على الايجارات والخدمات والمواد الاستهلاكية والمتضرر منها الشريحة الاكبر من المواطنين الذين بات موضوع غلاء المعيشة همهم الأكبر. لم تشهد من قبل هذا وكان غياب الحكومة شبه الكامل عن تخطيط ودعم قطاع العقارات شكل في السنوات الاخيرة تراكما واضحا للأخطاء التي اعاقت هذا القطاع الحيوي بشكل مبرمج ومدروس ماأدى الى توسيع أزمة واضحة في سوق العقار والبناء تمثلت بأقوى صورها في الغلاء المتزايد كما أدى غلاء اسعار الموادالأولية في صناعة البناء الى تنشيط السوق السوداء التي أثقلت كاهل المواطنين بمزيد من النفقات . ولعل غياب التوازن بين العرض والطلب ساهم في هروب شرائح سكانية واسعة نحو المخالفات وهذا انعكس بشكل سلبي على نمو المدينة. يشير احمد عجم(صاحب محل عقاري)إلى أن ارتفاع الطلب وأسعار مواد البناء وغياب دور التشريع من ابرز هذه العوامل بينما يرجع حسن شنينة (مستثمر)ارتفاع الأسعار إلى شركات الوساطة العقارية التي تشتري العقار قبل تطويره وتبيعه بأسعار مبالغ فيها مستفيدة من الطلب المتزايد من جانب الوافدين المحتاجين في حين انعكس ارتفاع الطلب على العقار ايضا على أسعار الاراضي التي ارتفعت هي الاخرى الى مستويات عالية وعلى أسعار الايجارات التي وصلت الى مستويات لم تشهده الاسواق المحلية من قبل.! وكما يبدو ان اعلان الشركات العقارية ان التوجه نحو السوق العقاري السوري سيكون خيارهم خلال الفترة المقبلة خصوصا مع التشريعات العقارية المرتقبة وقرارات ادارية محفزة . علما ان بعض الشركات تعمل على تجهيز البنية التحتية في اطار توسيع استثماراتها لكن في المقابل يراهن مستثمرون عقاريون على مجموعة معوقات لنمو هذه الصناعة التي حددت بغياب ضوابط المنافسة القادمة والقوانين المعوقة ونقص الادوات الاستثمارية وتسييل هذه الادوات بسرعة عند الحاجة...! علما ان نجاح الاستثمارات في قطاع العقار مرتبط بضرورة العمل على تلبية حاجة السوق وادراك طبيعة تطور العقارات المستهدفة وتحديد ادوراها بحيث تستجيب للمتغيرات! |
|