|
شؤون ثقا فية محاولة عرض بعض من مشكلات الإنسان المعاصر... انغلاقه على ذاته... اتجاهه شيئاً فشيئاً نحو غربته وتغرّبه عن الآخر, ولربما وصل الأمر به ليصبح غريباً حتى عن أي شيء إنساني. إنها آلة العصر التي تقود الإنسان فيه إلى التشييء , والانحدار أكثر نحو ما هو محض استهلاكي آني. ضمن هذا النوع من العروض المسرحية قدم عرض( احتفال عائلي) على مسرح القباني, عن نص مشترك لجورج غلو الكسندر توماس, وإخراج عبد الله الكيلاني. موضوعية العرض كانت إبراز انشغال أفراد الأسرة الواحدة عن بعضهم, ووصولهم إلى ما يشبه انقطاع صلة الرحم التي تجمعهم... وعلى هذا ستأتي فكرة جنونية للأخت الكبرى> تحبكها جيداً, لتعيد من خلالها اجتماع الأسرة مرة ثانية ومهما كلّف الأمر. هي إذاً الكذبة التي تحسن تمثيلها... كذبة موت الأم... فالموت وحده سيكون قادراً على لم شمل الأسرة ولاشيء غيره. لتنقلب لعبة الكذب في النهاية إلى حقيقة واقعة, ولينتهي العمل بموت حقيقي للأم ولكن بعد رؤيتها لأبنائها الذين طال انتظارها لهم. يمكن توصيف هكذا نوع من العروض المسرحية بالتعبير العامي( خفيف نظيف). وبالطبع... ليس محرماً أو ممنوعاً تقديم هذا النوع من المسرح. هو أمر مقبول ضمن تنوع المشهد المسرحي - ولكن كما يدخل المتفرج العرض سوف يخرج منه, بمعنى... أنه لن يكون قادراً على تحريك شيء حقيقي داخلي... أو دون أن يثير تساؤلاً من أي نوع في عقل وفكر المتلقي.. أو حتى طرح حالة إنسانية تحرك الوجدان... الهدف المرتجى من هكذا عروض. الأمر أشبه بلوحة من اللوحات الاجتماعية التي يتم عرضها في الدراما السورية. بالإضافة إلى وجود بعض المفارقات التي بنيت عليها بعض الأمور لم يكن هناك مبرر لوجودها. كقدوم الصحفي إلى بيت القاصة المتوفاة, كما أشيع.ففي الوقت الذي كان فيه يجب فيه أن تأتي الخالة, تتغيب هذه الأخيرة دون ذكر سبب, وتتم فبركة قدوم الصحفي دون سبب مقنع لقدومه... وعليه تركب الكثير من المفارقات غير المقنعة. صحيح أن العمل نجح في التقاط لمحة المشهد الإنساني إلا أنه لم يقدمه بالشكل الدرامي المفترض... لم يقدم لنا صراعاً درامياً( داخلياً أو خارجياً) , إنها مجرد مشهدية حياتية عادية يتم عرضها على الخشبة. |
|