|
سينما يقع الفيلم في ثماني عشرة دقيقة وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وتمثيل الفنانين : نادين , تاج حيدر , منصور نصر , ريناد يعقوب . مدير تصوير وإضاءة عبدة حمزة, تعاون فني ماهر كدو , ديكور موفق قات وأشرف على الإنتاج يوسف دك الباب . البحث في عالم فُقِدَت فيه الطمأنينة يتناول العمل قصة أولئك الذين يكون بوسعهم أن يتأخروا على مواعيدهم كي يغيروا قليلاً أو كثيراً في مجرى حياتهم والسيدة المجهولة هنا , هي تلك السيدة التي تمر كالوميض في ذاكرة بعض هؤلاء الناس كي تفسح المجال أمامهم ليتعرفوا على بعض (آثامهم) التي لم يكن بالإمكان تلمسها لولا الصفة المجهولة التي تلتصق بتلك السيدة التي يعرفها الجميع. يُعتبر الفيلم السادس للمخرج في إطار الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة وقد سعى عبره لرصد العوالم الداخلية للشخصيات مؤكداً أهمية الغوص لهذه العوالم لكشف مكامنها , يعتمد الفيلم التجريب والإيقاع الهادئ المتأمل , يقول المخرج فجر يعقوب (أتى إيقاع الفيلم هادئاً كما أن عالم الممثلة تاج حيدر هو هادئ أصلاً ومن خلال التمعن والتدقيق في شخصيتها تم تقديم التأمل والهدوء الذي يحتاجه الدور منها وقد لعبت هي دوراً كبيراً في الوصول لهذه الحالة) , وفي إجابته عن سؤال حول عوالم الفيلم خاصة أنه سبق وتحدث عن (عالم فُقدت فيه الطمأنينة) .. قال : إنها أزمة الإنسان المعاصر في العالم الذي انتُزِعت منه طمأنينته وبالتالي انعكست على الناس وعلى هديهم وهداهم وصيرورتهم .. إنه عالم نحاتة شابة وبما أن النحت هو إعادة خلق وتكوين فهناك لحظات يتم فيها المخاض الذي يرتبط بالخلق والتكوين وهذه المرحلة عادة ما تكون مشوبة بالقلق وعدم الطمأنينة والأمان حتى تكتمل لحظة الخلق .. إنه عالم يفتقد للطمأنينة في مناحي الحياة كلها . أما حول خصوصية تناول الأدب في عمل سينمائي فيقول : بشكل عام يمكن القول :إن هناك عملية فلترة تُجرى للعمل أدبي عندما يتم الاقتباس منه للسينما لأن لغة التوصل مع الأدب تختلف عن لغة التواصل مع السينما , ففي الأدب تخضع الكلمات لمخيلة القارئ وفقاً لثقافته ورؤيته أما في السينما فخيال المخرج يفرض نوعاً من الهيمنة على العمل , ومن خلال هذه الفلترة يُترك للمشاهد أن يرى العمل ويتحسسه بطريقة مختلفة عن القراءة الأدبية , وباعتقادي أنه يمكن للسينما أن تأخذ عن الأدب ولكن ليس لها علاقة به بمعنى أن السيناريو السينمائي يختلف تماماً عن الأدب , فقد تفرض الصورة السينمائية منطق ما من خلال الإشارات والرموز فيكون هذا المنطق مُحكَم بعكس حال الصورة الأدبية التي تخضع لمخيلة الشاهد نفسه. |
|