تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


برامج الواقع..إعترافات أم تصفية حسابات?!

فضائيات
الأحد 3/8/2008
هند بوظو

لماذا أصبحت (لوني كليري) أكثر امرأة مكروهة في أميركا,لتتصدر صورها صفحات الجرائد والمجلات متهمة إياها بأبشع الصفات-الخائنة-صاحبة القلب القاسي!!

بعد مشاركتها في برنامج لحظة الحقيقة!وبنفس الوقت ليتصدر أحد المتسابقين(مقامر من الطراز الرفيع) قائمة الرجال الأكثر سحراً في أميركا أيضاً?!‏

في الحلقة التي استضافت لوني اعترفت بكل ما من شأنه أن يثير حفيظة الناس,واستفزت بأجوبتها عن صداقاتها خارج إطار الزواج,واقرارها بأنها نادمة على انفصالها عن حبيبها السابق..إلى الآن والوضع يكاد يكون عادياً..ولكن أن تخرج من البرنامج وقد خسرت 100ألف دولار التي ربحتها بإجابتها بنعم عن سؤال:هل تعتبرين نفسك امرأة صالحة?!فهذه الصدمة الكبيرة التي شعر بها المواطنون في أميركا..لأن اعترافاتها كانت ناقصة وغير منطقية بعد سلسلة من المغامرات والخيانات الظاهرة والمبيتة?!‏

ولماذا يسحر رجل مقامر الشعب الأميركي,ويحظى على تبرير أخلاقي ..الجواب يختبئ في إجابته على سؤال ابنه:هل قامرت بأموالنا التي وفرتها من أجل دراستنا الجامعية,فكانت الإجابة من الأب:(لا يمكن أن أقرب من هذه النقود..رغم كل الظروف التي مررت بها!!)‏

لم ينجُ أحد من المتسابقين في برنامج (لحظة الحقيقة) من نتائج مدمرة لحياتهم العائلية واستقرارهم الأسري,بعد اعترافاتهم الصاعقة حول علاقاتهم الحميمة,والأسرار التي احتفظوا بها طويلاً وجاءت لحظة الحقيقة,التي أجبرتهم على البوح فكانت النهايات المفجعة لكل من شارك بالبرنامج (من دون استثناء)..بعضهم يحاول ما أمكن ..ترميم ما تصدع..ولنقل ما تهاوى على رؤوس الجميع(زوج-زوجة-أسر كليلة)..‏

المثير في الأمر أن مقدم البرنامج-كان يحذر دائماً ويلفت نظر المتسابقين أن بعض الأسئلة يمكن أن تدمر وبشكل كامل حياة المتسابق..ولكنهم يصرون على الاستمرار.. في الحلقة الأخيرة تم التنويه أنها الأكثر جدلاً,وصدمة للمشاهدين ولزوج (ايفا ) وأسرتها,وتكتشف في معرض الأسئلة أنها كانت متأكدة من خيانة زوجها لها,ولهذا ستغامر حتى اللحظة الأخيرة..وهي مبتسمة ومتسمرة في مكانها -تجيب نعم بكل ثقة عن سؤال مثل:هل سبق ووظفت تحر ٍخاص لمراقبة زوجك?سؤال آخر:عندما يرافق زوجك الفرق الفنية هل تشكين بأنه يخونك:الجواب الصحيح/نعم/!‏

المقدم:أعرف طريقة لإصلاح الأمر,عودي ومعك ال20 ألف دولار التي ربحتها..لأنك ربما تخسرين المال والزوج في حال لم تكوني صادقة حول السؤال الأخير ..من الجزء الثاني..‏

ايفا:(وبكل ثقة ولا مبالاة) سأستمر:‏

والسؤال:هل تقبلين الظهور عارية على صفحات المجلات?بعد تفكير طويل..تجيب ب-(لا)..ولكنها تعلق يمكن أن أفعل ذلك مقابل آلاف الدولارات وليس مبلغ البرنامج هذا?!!‏

لم يقتنع جهاز كشف الكذب بإجابتها..خرجت ايفا كما توقع المقدم بخسارة مالية وزوجية..‏

فالزوج( ديفيد ) ظهر على الشاشة مصدوماً مصعوقاً..مشمئزاً وهو يتمتم..(كنت أتوقع..إجابتها.. نعم إنها تفعل ذلك)!‏

ينتهي الموسم الأول من لحظة الحقيقة,وقد تسبب كل متسابق بخسارة أو خسارتين..من جديد نسأل:/بعيداً عن المال قليلاً/‏

-هل حاول البرنامج البحث عن الإنسان (الصالح) في هذه العينات البشرية (المتسابقين) ?!‏

- هل حاول البرنامج تصوير مساوىء (أخلاق الحرية).-طرح قضايا مفرطة الحساسية والخصوصية أمن الممكن أن يكون محاولة لتقييم القيم الإنسانية المسحوقة تحت حذاء التعهر والاختباء خلف أقنعة الزيف!!‏

-ألم يضح البرنامج (بالأفراد) حين قادهم (المقدم) إلى مصير مفجع..ربما ليكونوا أمثلة حية عن احتراق-الواجهة السياحية- المضيئة التي حجبت عن العيون حقيقة ما يدور في أمريكا والغرب?! (قبل أن يطرق الزمن بمعوله العظيم ليميز بين الفحم والماس) .‏

-وبالنسبة لنا كمشاهدين عرب هل كان البرنامج (صرخة تهديد) لنكون أكثر حذراً,وربما توجساً من شريك أو شريكة يخبئ تحت جلده أو جلدها قاموساً من الكذب لنعود إلى (لحظة الحقيقة) ونستدرك أن الكذب والصدق لا لغة لهما ..ولا وطن,إنه طبع فطر عليه الإنسان لا يفيد (النصح) في تعزيز الخير,ونبذ الشر (الكذب)..‏

إن المتسابقين في لحظة الحقيقة تلك كانوا بحاجة إلى المال صحيح .. لكنهم كانوا أكثر حاجة إلى ( إنصات وتفهم).‏

ربما برامج الواقع هذه هي بشكل ما../كهنة عصر التكنولوجيا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية