|
محمد قاسم الخليل وما الدهر الا من رواة قصائدي إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا وكان له ما أراد , لكن لم يتحقق للشعر الحديث هذا المستوى من حفظ الناس له , ونظرة عجلى إلى الوراء نجد أنه عندما ظهر الشعر الحديث شن زعماؤه حرباً ضروساً على الشعر القديم ونعتوه بكلمة غير عربية فأسموه الكلاسيكي , وظلت هذه الكلمة متداولة بين النقاد حتى نسينا الكلمة العربية المرادفة لها . والآن بعد عدة عقود من الزمن يسألونك عن سر احتفاظ الذاكرة بقصائد القدامى , ولا يتذكرون شيئا من الشعر الحديث رغم شهرة أعلامه , فما بال الأجيال حفظت تلك الأشعار , وذهبت أشعار المحدثين إلى زوايا النسيان ? هل المشكلة في الشعر أم الشاعر? بعد إنعام النظر نجد أن نوعية الشعر لها الدور الأهم في حفظ القصيدة , ثم تأتي بعد ذلك المسألة الجوهرية وهي دخول القصيدة إلى النفس والوجدان . لم يرسخ في أذهاننا شيء من الشعر الحديث عدا بعض قصائد السياب ودرويش والقاسم لكن نحفظ كثيرا للمعاصرين أمثال نزار قباني وعمر أبي ريشة وبدوي الجبل , ولا تزال قصيدة يوسف الخطيب التي ألقاها من شرفة الضيافة في منتصف الستينيات ترن في اسماعنا وتتداولها منتديات الأنترنت حتى الآن ومطلعها : أكاد أومن من شك ومن عجب هذي الملايين ليست أمة العرب لقد عرف القدماء الشعر ( الكلام الموزون المقفى ) ولم يدخلوا في محتواه لأنه من البديهيات أن لا يعد الإنسان نفسه شاعرا إذا لم يقل شعرا يدخل في أعما ق الناس ووجدانهم , وقد اختصر شوقي تعريف الشعر عندما قال : إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس حريّاً أن يقال له شعرُ وفهمكم كفاية !! |
|