|
الصفحة الاولى منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 عرف البلدان كيف يقيمان علاقات تعاون سياسية واقتصادية وثقافية, تعتمد على رغبة البلدين في خلق حالة استقرار إقليمية, تقوم على حقيقة أن دول المنطقة هي الأعلم بقضاياها والأقدر على التعامل معها. والأساس الجوهري للقاء البلدين هو رفضهما كليهما لمحاولات الهيمنة على العالم وتشريعهما لمقاومة الاحتلال والسعي للسلام الحقيقي العادل الشامل. العلاقات المستقرة المستمرة المتطورة بينهما لا يستطيع أن يغير فيها أويفاوض عليها إلا البلدان , ولا يساوم أي من البلدين على علاقته بالآخر, وكلاهما يتجه إلى العالم بقلب مفتوح ويد نظيفة على أساس الحوار والندية, وليس على أساس القسر والضغط والمساومة. في هذا الإطار من التفاهم والتعاون تتم زيارة السيد الرئيس بشار الأسد للجمهورية الاسلامية, وفي هذا الإطار ستكون مجموعة من القضايا المهمة التي تعني المنطقة محل حوار وتداول كما كانت دائماً.. العلاقات الثنائية.. الاستقرار في المنطقة.. الأوضاع في فلسطين والعراق وغيرها من مواقع التوتر.. وبالتأكيد بينها حق إيران الأكيد في الاستفادة من الطاقة النووية كمشروع سلمي يهدف للتنمية, ولا يمكن لأحد أن يملي على سورية في علاقتها مع الآخرين. أثارت الزيارة كثيراً من التعليقات والاستنتاجات بما يطرح سؤالاً عن سر هذا الاستغراب أو الاندهاش لزيارة رئاسية تتم بين البلدين.. ولذلك يصح فعلاً اعتبار الكثير مما يتم تناقله وتداوله أنه يأتي في إطار التشويش والتضليل.. وهذا ليس بجديد.. إن السياسة السورية في كل المواقع تنطلق من المصالح السورية وتخطها القيادة السورية.. وهي تنظر لإيران كعنصر سلام واستقرار وليست عنصر توتر.. وتفهم سورية حاجات إيران كغيرها من دول العالم للتكنولوجيا النووية وفق القانون الدولي واتفاقيات الحظر النووي ونظام عمل الهيئة الدولية للطاقة الذرية ..حيث تخصيب اليورانيوم حق مباح للجميع, وستبذل سورية جهدها لإظهار الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني بالتفاهم مع الدولة الصديقة وقيادتها. علاقاتنا مع إيران استراتيجية.. أساسها السلام الذي أساسه رفض الاحتلال.. وليس أساسه المناورات على حسابه.. هكذا تتجه سورية إلى إيران, وهكذا تتجه إلى السلام والتعاون الدولي, ولا تناقض ولا تمايز ولا تباين بين هذين الاتجاهين اللذين هما اتجاه واحد. إن الدور الاقليمي لسورية وإيران وكل دول المنطقة وفي مقدمتها تركيا أيضاً.. هو دور تفرضه الرؤية الواقعية لحقائق حاولت سياسة الهيمنة التي عانى ويعاني منها العالم, أن تقسرها وتمنعها من التعبير عن نفسها بأساليب شتى, لم يستثن منها التهديد العسكري المرفوض كلياً من كل دول المنطقة, ولنتذكر بيان دول عدم الانحياز الذي صدر منذ أيام قليلة في طهران. الرئيس الأسد في طهران, زعيم سوري إقليمي دائم السعي لإزالة بؤر التوتر التي تخلقها سياسة الاحتلال والتهديد والعدوان والهيمنة.. وهو في طهران الشريك في سياسة التعاون والتفاهم التي استمرت قرابة الثلاثين عاماً وحتى اليوم وستدوم..لأنها تسعى للسلام والتعاون والاستقرار وهو المستقبل الذي لابد أن يكون للبشرية كلها. * سبق أن نشرنا مقالاً افتتاحياً بالعنوان نفسه بتاريخ 26/5/.2008 |
|