تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اختلاف النيات

البقعة الساخنة
الخميس 13-12-2012
 مصطفى المقداد

لاتوحي الإجراءات والنشاطات التي تقوم بها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنها تسعى للبحث عن حل ممكن للأزمة في سورية ولاتعكس مواقف الغرب الاستعماري امتلاك رؤية واضحة للعلاقات والوقائع

وإن كانت تلك تمتلك رؤية ومعرفة لتاريخ وطبيعة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في سورية فإنها تسلك سلوكاً يخالف الأهداف والمبادئ التي تعلن عنها وهي البحث عن حل ممكن للأزمة في سورية على اعتبار أن أوروبا والغرب كانت حاملة مشعل العدل والحرية والمساواة لشعوب العالم كافة منذ انطلاق الثورة الفرنسية قبل أكثر من مئتي عام ونيف مضت لكنها طبقت تلك المبادئ عبر عمليات احتلال وسيطرة ونهب للشعوب وثرواتها في دول الشرق كلها، واليوم تستعيد أفكارها القديمة وفق اتباع آليات جديدة فهي تنظر بطرف عين للأزمة في سورية محاولة إضفاء الشرعية على مجموعات التي حملت السلاح ضد أبناء شعبها وقامت بعمليات قتل وخطف وتمثيل إضافة إلى استهداف بنية الدولة الأساسية من خلال تخريب خطوط الطاقة وشبكات المواصلات والمؤسسات الاقتصادية والهيئات الاجتماعية والخدمية في مساع واضحة لتدمير بنية الدولة كلها.‏

وفيما تسعى كل من روسيا والصين وإيران للبحث عن آليات للمساعدة في إيجاد حلول ممكنة للخروج من الأزمة وتنظيم لقاءات حوارية تجمع كل أطراف الخلاف والنزاع داخل سورية وخارجها، فإن أصحاب المخطط التآمري يمضون في مخططهم التخريبي عبر عقد لقاءات ومؤتمرات أصحاب المخطط التخريبي وذلك عبر مسميات لاتعكس واقعها فلقاءات «أصدقاء سورية» كلها سواء كانت في تركيا أومصر أوتونس أو فرنسا وأخيراً في المغرب فإنها تركز اهتمامها على فئات وشخصيات محدودة وتوظف لها إمكانيات إعلامية، وسياسية كبيرة بحيث تتابع مخططها في تشويه الحقائق والوقائع على اعتبار أنها حريصة على الأمن والأمان في كل المجتمعات.‏

أما اللافت في لقاء المغرب وغياب وزيرة الخارجية عنه فهو تزامنه مع اللقاء الثلاثي مابين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الابراهيمي واتفاقهم على تكليف نواب وزراء الخارجية بوضع خريطة طريق تكون مرجعيتها وثيقة جنيف فيما لقاء المغرب يخالف كلياً تلك المرجعية التي وافقت عليها سورية ومازالت تعتبرها أساساً ومنطلقاً في التأسيس لحالة الحوار المؤسسة للحل المنتظر ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية