|
ثقافة التي تتطلب العمل عليها ،حيث الأحداث المنتقاة ،ثم المحافظة على بنية الشخصيات عبر تقنية درامية خاصة ،قادرة على تصوير وإيصال تلك الحالة الدرامية المحددة، و ها هو فيلم (عيون الملاك)
يتجول بأسلوبه السينمائي المتفرد،والمهتم في آليات العلاقة الإنسانية والاجتماعية،يمر على تفاصيل صغيرة و معبرة ،لها إيحاءاتها ودلالاتها الأعمق في السياق ذاته ،كما تصاعدت أحداثه بشكل جمع التشويق و الإثارة ،وغلب عليه الطابع الرومانسي، الذي يتطلبه أجواء الفيلم و خصوصيته،وإن أوحى في البداية ،أنه يدور في إطار بوليسي ،لكنه في تتابع مجرياته ،ذهب إلى أبعد من ذلك ،و ركز على آليات خاصة تعنى بالعلاقة الاجتماعية و الإنسانية ،وقضايا تتعلق بالجانب الحياتي ، فتلك المرأة(جنيفر لوبيز) التي تعمل كشرطية، تتعرض لحادث عند محاولاتها، الإيقاع بعصابة وتحت عنوان وفائها لعملها،وما حصل ،أنه تم الإيقاع بها ،من قبل تلك العصابة ،فيأتي رجل مصادفة و بشكل مفاجئ وينقذها ، وتلك الشرطية التي تعمل في سلك الشرطة ،الذي يتطلب شخصيات خاصة في الحياة، وقد تصدت لها كامرأة ،فحاولت الخروج عن الدائرة المرسومة لها مسبقا كامرأة ،ورغبت بأن تلعب دورا هاما في حياتها ،مما يشير إلى نموذج شخصيتها المتميزة كإنسانة، وها هي تتعرض لظروف ،تمنعها من انجاز مهامها و تعيش أحداثاً لم تكن تتوقعها ،وتقع في شرك من تحاول محاربته،و لولا مجيء احدهم و إنقاذها من أيدي العصابة، التي تحاربها تلك المرأة لكانت قضت في تلك الحادثة،وترك ذلك تأثيره عليها، من هنا تنطلق أحداث الفيلم نحو آفاق جديدة ، تكشف لكل منهما على حدى المرأة كما الرجل ،مكنونات داخلية دفينة بلورها هذا التعارف و أظهرها، و أصبحت فيما بعد أساس لكثير من الحقائق الشخصية ،
حيث كشفها كلا منهما ،بالاستناد على الآخر ،ثم وصلا إلى حالة تشاركا في تفاهم أوصلهما ،إلى التخطي لعقبات كثيرة في الحياة ،والتي منعتهما من معرفة ماهية الحياة الحقيقية ،وجماليتها فتصبح الأخيرة مختلفة كل الاختلاف عما عرفوها ،أما المحاولات المستمرة ،التي عمل عليها الفيلم، جعلته يصل إلى مكاشفات عديدة و هامة أظهرت الأسرار التي تحفظا عليها ،كما جعلت الماضي البعيد مثل الحاضر واضح ،و من ثم القبول واحترام سمات الآخر،عبر الاعتراف التوافقي بين الاثنين، فظهرت حالة إنسانية تتبلور من خلال المرور بخطوات عديدة، رسمها الفيلم بعناية ،عبر آليات علاقاته الاجتماعية و الإنسانية، و قد أضاءت سلبيات الكثير من الدواخل النفسية التي تنكفئ تلقائيا،تخوفا من المجهول ومن عقبات محتملة،كي تبرز أهمية التجربة الإنسانية التي تساعد الإنسان في كشف نفسه أكثر،إضافة إلى الميزات التي يجهلها في الآخر، حتى من دون قصد ، فأكد الفيلم بذالك أن الإنسان بحاجة دائمة إلى الانفتاح على الآخرين و القبول بهم، ليكتشف ثم يكسر كل تلك الحيادية الغير مقصودة ،و بالتالي معرفة الآخر وقضايا إنسانية كثيرة مختبئة في دواخلنا، قد لا نشعر بها لولا اكتشافها عبر الانخراط في عباب الحياة ،وقد عمل الفيلم على هذا المفهوم عبر أسلوبه المشوق و تفاصيله الواسعة و المدروسة . |
|