تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عندما يغزو الضجر حياة أطفالنا؟

مجتمــــع
الخميس 13-12-2012
رويدة سليمان

كل أم تعرف تلك اللحظة حين تبصر ولدها مرتمياً على السرير أو المقعد وقد بدا عليه السأم ويعبر بطريقته البريئة لأمه أقرب الناس: إني ضجران.

هو التكرار تكرار الوجوه والواجبات إضافة لأحداث طارئة يشهدها أبناؤنا اليوم حرمتهم الخروج من محيطهم ربما نزهة أو جولة في السوق قد تكون العلاج.‏

قد يتجاهل الآباء مشاعر أطفالهم وينظرون إلى ضجرهم على أنه أمر تافه وممل ويكون حضورهم المعنوي ضئيلا منسحبون هاربون من مسؤولياتهم .‏

وبالرجوع إلى الدراسات والبحوث نظرية التعلق الآمن تعتبر الأم هي أول وأفضل من يقدم المساعدة والدعم والمساندة والعلاج لأطفالها لاعادة التوازن النفسي الجسمي ليس في هذه المرحلة الحرجة فقط بل في جميع مراحل نحوه.‏

وتؤكد أنه لاعلاقة هنا لذكاء الطفل بحالات الضجر فقد يكون الصغير خارق الابداع ويسقط في لحظات الضجر فما هي آلية التعامل مع أبنائنا لطرد تثاؤب الضجر؟‏

الحكاية‏

مازالت الحكاية هي العالم الأثيرلدى الطفل إنه يجد متعة سحرية في عالم الغابات الخضراء والورود الملونة وقصور الملوك، إنه عالم ساحر ومبهر حتى في عصر التلفزيون والكمبيوتر يتعلم الطفل من أبطالها ويرتاح للنهايات السعيدة ويضطرب لمعنى الفقدان والموت فيفرح ويحزن ويتألم ويشعر بقسوة الظلم وبكل الأحاسيس الإنسانية السلبية والايجابية مما ينمي لديه القدرة على استيعاب الواقع من حوله.‏

ولايكفي أن نروي لأطفالنا القصص والحكايا بل علينا تدريبهم وتعويدهم روايتها إلقاء وإيقاعاً وجرساً وإثارة.‏

من هنا يجب على الأهل توفير الكتب والمجلات المصورة للأطفال واختيار الحكايات والقصص المتفائلة التي تعزز انتصار الخير على الشر و أن تتحلى شخصياتها بالصدق وتغرس القيم الإيجابية من تعاون وشجاعة ولا يكفي أن تكون القصة متقنة الصنع، جميلة الشكل مرصعة بالألوان ومزخرفة بالصور وهذا مطلوب لترغيب الطفل والأهم أن ما فيها يعكس جمال غلافها الخارجي ولا يتناقض معه فيهوي بخيال الطفل إلى عالم المتاهة والضياع.‏

اللعب.. للتنفيس‏

إذا أعطينا أطفالنا حراماً قديماً أو قبعات ومعاطف نستطيع دفعهم الى اللهو ساعات عدة وغالباً ما تكون هذه الحاجيات أدوات تسلية عندهم أكثر من الدمى المصنوعة من القماش والمحشوة بالقطن أو من الأدوات المنزلية الصغيرة وتشكل الأواني كالمقالي والطناجر لعبا ممتازة.‏

ويعتقد الخبراء أن كل ما يحتاج إليه الأطفال الصغار لمساعدتهم في التعلم والنمو موجود في مطبخ الأهل وخزائنهم وأفنية بيوتهم والألعاب الرخيصة محلياً يمكن أن تحل محل المستوردات الباهظة الثمن.‏

لقد كان من عادة الطفل بعد عودته من المدرسة إلى البيت التوجه إلى اللعب في الخارج أما الآن فإن الطفل لايذهب إلى المدرسة بشكل منتظم ولا يستطيع اللعب خارج بيته بحرية فإنه يضطر إلى اللعب داخل البيت ما يسبب إزعاجاً لوالديه وربما يؤدي ذلك إلى الصراخ عليه وتأنيبه وضربه، موقفاً كهذا يجعل الطفل ليس ضجراً فحسب بل كئيباً أيضاً وما يترتب على ذلك من آثار سلبية نفسية وجسدية وتؤكد دراسات لليونيسيف أهمية الألعاب الحركية في التنفيس عن طاقات الأطفال على أن يكون إلى جانبه شخص بالغ يحبه يراقبه يشاركه.‏

الشعور بالضجر والحزن والغضب أمور طبيعية ويمكن للأهل مساعدة أطفالهم عن طريق البحث عن بدائل وعن أمور يمكنهم فعلها ومن شأنها أن تريحهم وهذه ليست مهمة نسوية بل يمكن للأب أن يشارك طفله بالألعاب المناسبة لعمره والملائمة لميوله ولحاجاته ويمكن إن أمكن أن يرافق ابنه في نزهة أو في زيارة لأحد الأقارب أو الأصدقاء ويمكن أن يشجعه على المشاركة في بعض الأعمال البسيطة مثل ري النباتات، والعناية بالحيوانات وغير ذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية