|
مجتمــــع إضافة إلى بعض الذين هجروا من المحافظات وبقوا بلا عمل أو مصدر رزق فأجبرتهم الحاجة على السرقة لإطعام أطفالهم وسد حاجاتهم الأخرى رغم أن هذا لا يبرر لهم عملهم بسرقة غيرهم وعدم اللجوء إلى المساعدات الرسمية وغير الرسمية من جمعيات وغيرها التي تقدم إلى أمثالهم من المهجرين. علماً أن أهالي تلك البيوت يتهمون جهات عديدة بسرقة منازلهم وبيعها بسوق الحرامية الذي سمي كذلك نسبة لأن الباعة كانوا يشترون الأثاث القديم بأنواعه من الناس بأسعار زهيدة جداً فيقولون«سرقوها منهم سرقة» أي بيعت بسهر بخس جداً وكانوا يعرضونها في سوق سمي سوق الحرامية نسبة لذلك. إلا أن هذه التسمية باتت الآن في ظل الأزمة تنطبق تماماً على هذا السوق الذي أخذت تسرق البضائع فعلاً من المنازل التي تركوها أهلها مجبرين وتعرض تلك البضائع المسروقة من أصحاب المحال الذين يشترونها منهم بأسعار بخسة جداً لأن ثمنها لم يدفع أصلاً من الذين يسرقونها وتباع بعد ذلك بنصف ثمنها أو أقل في كثير من الأحيان فيتهافت على شراء غرف الجلوس والطعام والضيوف من أثاث المنزل والمكيفات والغسالات والبرادات والخلاطات والميكرويفات والأفران من الأدوات الكهربائية من أصحاب ذوي الدخل المحدود أو بعض التجار والمستغلين واللافت للنظر والذي يثير الذهول والتساؤل بيع الثياب كما قال لي بعض من يرتاد هذا السوق فكيف تسمح لمن تسول له نفسه السرقة أن يسرق متاع ولباس غيره الذي يستر أجسادهم هذا إذا تركنا جانباً الأثاث والفرش والكهربائيات الذي جاهد وعانى أصحابها الكثير من الاقتصاد والادخار وأحياناً التقطير لشرائها والحصول عليها ليستفيدوا هم ببعض الليرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والأنكى من ذلك من يشتري البضاعة ويعرف أنها مسروقة فيشجع السرقة وهذا لا يغفر له حتى ولو كان بحاجة لها ولا يستطيع شراءها من المحال بسبب ارتفاع أسعارها اليوم بحجة الحصار الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار والأهم من ذلك أخيراً أن من تسرقونهم هم إخوانكم وأهل بلدكم الذين هم بأمس الحاجة لمساعدتكم لا القضاء عليهم. |
|