|
نافذة على حدث والسوريون لم يتوقعوا في يوم من الأيام أن تنصفهم أميركا أو تقف إلى جانب قضاياهم وهي الحليف والداعم الأول والأساس لعدوهم التاريخي الكيان الصهيوني، والحال نفسه ينطبق على فرنسا وبريطانيا صاحبتي التاريخ الأكثر سواداً في العدوان والتآمر على سورية بدءاً بسايكس بيكو ووعد بلفور وصولاً إلى مؤتمرات ما تسمى «أصدقاء سورية» الحافلة بالأكاذيب والنوايا العدوانية. ولذلك لم يتفاجأ السوريون بالأمس أو قبله من تآمر واشنطن وحلفائها في مجلس الأمن، بل جاءتهم المفاجأة من الأردن الذي وضع نفسه بتصرف الولايات المتحدة لتمرير أجندتها العدوانية تحت عناوين إنسانية وكان همه المتاجرة بمعاناة النازحين السوريين على أراضيه وتسول الأموال والمساعدات باسمهم دون أي مراعاة لمشاعر السوريين، لدرجة أن كلمة المندوب الأردني في الأمم المتحدة كانت أقسى من كلمة المندوبة الأميركية وربما زايد على المندوبين الفرنسي والبريطاني رغم وقاحة موقفيهما..! من المؤسف القول أن الأردن مغلوب على أمره ويداه مكبلتان باتفاقية وادي عربة وبالمساعدات الأميركية والغربية المشروطة، ولكن هذا لا يبرر له على الإطلاق القيام بدور الخادم الوفي للسياسة الأميركية وأجنداتها العدوانية وتأجير أراضيه لتكون منطلقا للعدوان والانقضاض على سورية، وقد بات معلوماً للقاصي والداني أن الحكومة الأردنية متورطة باحتضان الإرهابيين وتدريبهم وتسليحهم بإشراف وتمويل سعودي أميركي وإرسالهم للقتال في سورية رغم احتجاج الأردنيين ورفضهم لهذه السلوك الأخرق. المشكلة في الحكومات العربية المتآمرة على سورية ومنها الحكومة الأردنية أنها لا تعي مخاطر مثل هذه السياسة على أمنها واستقرارها ولا تحسب تداعياتها وعواقبها، فإذا كان الغرب وعلى رأسه واشنطن قلق على أمنه من نتائج رعاية ودعم واحتضان الإرهاب في سورية فالأولى بالحكومة الأردنية أن تقلق أكثر من الغرب لأنها على مرمى أي اهتزاز قد يصيب المنطقة فكيف إذا كانت مشاركة بصنعه..؟! |
|