تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوكرانيا وصراع المحاور!

حدث وتعليق
الثلاثاء 25-2-2014
أمين دريوسي

فاجأ اللهيب الأوكراني الجميع من جديد، وأخذ يتحول تدريجياً إلى «جحيم»، فبعيداً عن الواقع الميداني وما يجري في الساحات يبدو أن ما يحصل في كييف هو تعبير عن صراع أوسع بين روسيا والغرب،

وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة، وإلا كيف يمكن تفسير تزاحم ساحات المعارضين في كييف بالمسؤوليين الأميركيين والأوروبيين وعلى رأس هؤلاء عرّاب «الربيع العربي» الصهيوني برنار هنري ليفي.‏

تحاول واشنطن تطويق روسيا مرة بالدرع الصاروخي وتارة بتأليب الشارع الأوكراني على حكومته لتنشر الفوضى في هذه الدولة التي لطالما كانت عبر تاريخها تشكل قوة اقتصادية لوقوعها على البحر الأسود وتشكل صلة الوصل الأوروبية مع روسيا، ومسرح تجاذب كبيراً بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، والمشهد الذي نراه اليوم في أوكرانيا رأيناه من قبل في السنوات الأخيرة، ويستعيد بعضاً من صور وقصص ما يسمى «الربيع العربي»، بما في ذلك صفحاتها الدامية.‏

ومع المنعطف الذي وصلت إليه الأزمة في أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة، لم يكن مفاجئاً تعليق الرئيس الأميركي باراك أوباما على الأحداث التي تشهدها كل من أوكرانيا وسورية، عندما قال إنه لا يعتبر البلدين «رقعة شطرنج للحرب الباردة، تتنافس فيها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا»، بيد أن الفخ الأوكراني المنصوب لروسيا وللقيصر الجديد يشكل حلقة إضافية في مسلسل تجاذب ونزاع بالوكالة بين روسيا والغرب، يمتد من كييف إلى دمشق.‏

بعد سورية ها هي أوكرانيا تحتل دائرة الضوء في صراع المحاور الدولي، ليست التظاهرات ولا سقوط القتلى في كييف مجرد تعبير عن صراع بين سلطة ومعارضة، إنه صراع نفوذ أميركي أوروبي من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة ثانية.‏

إذاً، ما يجري في أوكرانيا وعلى الأرض يكشف حقيقة الصراع ومن المستهدف من كل ذلك ومع انفضاح المخطط الانقلابي الذي لم يأتِ من الفراغ تتبدى ملامح الاستبداد والاستئثار عبر الاستقواء بالدعم الغربي في سلوكيات المعارضة اتجاه سائر مكوناتها السياسية.‏

daryoussi@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية