تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سماسرة الدعم

الكنز
الثلاثاء 25-2-2014
معد عيسى

لم تدخر الحكومة جهداً لمعالجة انعكاسات الأزمة على حياة معيشة المواطنين ,ولكن هناك من يستثثمر ويحصد ثمار هذه الجهود ,وهذا يستوجب على الحكومة إجراءات مكملة ومتممة ,والأمثلة كثيرة..

الخبز بـ 9 ليرات و كثيراًمما يتم خبزه يومياً يذهب علفاً للحيوانات بعد ارتفاع أسعارها ,مايعني أن نصف جهد الحكومة يذهب لتجار وسماسرة وتخسر الدولة مبالغ كبيرة لعدم ضبط دعم الخبز‏

,المشتقات النفطية مثالاً آخر لما تقدمه الدولة من دعم لهذا القطاع ولما تبذله وزارة النفط ومن خلفها الحكومة لتأمين المشتقات النفطية ,لنجد في المحصلة شريحة تتاجر بالدعم والجهود الحكومية..‏

الكهرباء ,مثال أكثر وضوحاً لحجم الدعم والجهود التي تبذل لتأمين التيار الكهربائي, فشخص يشغل مولد في منزله يحتاج بالسهرة لأكثر من 4 لترات بنزين بـ 400 ليرة ولكنه يتخلف ويتأفف من دفع فاتورة في شهرين لاتزيد كلفة تشغيل المولدة ليوم واحد .‏

اليوم في ظل الجفاف لن يكون هناك وفرة في القمح وفي ظل التخريب لن يكون هناك إنتاج نفطي كاف لتأمين استهلاك الناس وتأمين التمويل لمرحلة الإعمار ,لذلك لابد من ضبط أسعار وكميات السلع والمنتجات التي تدعمها الدولة ومايتحقق من وفر يمكن إيجاد آليه لتوزيعه على مستحقيه.‏

الأحداث أثبتت ن الدولة التي لاتملك مؤسسات كبيرة قادرة على التدخل في الازمات ,لايمكنها أن تواجه الازمات , وعندما تبنى هذه المؤسسات ويعاد إحياء دورها يمكن ن نحمي الدولة وأن تؤمن لابنائها فرص العمل بما يحسن الوضع المعيشي للجميع ويقوي أسس الدولة .‏

العلاجات الاسعافية تبقى إسعافية ما لم تجرِالجراحات المطلوبة التي على أساسها يتم الشفاء وإن لم نسرع في العلاج فإن تفاقم الأزمات يكون حتمية الواقع ولاتنفع معه النوايا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية