|
ثقافة
وتتداعى الذكريات عند شلهوب فتكتب قصة امرأة تعلقت بحبيبها ثم صورت الحب بأسلوب تعبيري شفاف يتكون من ألفاظ وعبارات تلاءمت مع البيئة الاجتماعية للمجموعة القصصية وطبيعتها الحزينة وخلال الذكريات يأتي وقت الأزمة فتفقد الحبيب حيث بينت الكاتبة أن الأزمة ضد الإنسانية ولا يمكن أن تسعى لتحقيق أي هدف يخدم مصلحة الشعب السوري كما في قصتها حنيناً لهمساته. أما قصة في مهب الأفق التي اختارتها لتكون عنواناً لمجموعتها صورت فيها نتائج الانفجارات وضحاياها وكيف تناثرت أشلاء الشهداء ليفوح عبيرهم وينتشر عبقهم في الفضاء ولتشهد الأرض والتاريخ على ما تعرض إليه هؤلاء من ظلم حرمهم الحياة على مختلف شرائحهم فمنهم من كان طفلاً ومنهم من كان شاباً ومنهم رجال ومنهم نساء. وفي المجموعة تعرض الكاتبة صور التهجير وإخلاء المنازل واستغلالها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة الذين دخلوا عليها بالقوة بعد أن طردوا أهلها حيث رصدت تلك الصور في قصتها عدت أدراجي عندما جاء بطل القصة إلى منزل حبيبته وهو يحلم بلقائها فوجده يعاني وطئة الغرباء دون أن يعرف مصير حبيبته فقرر أن يسافر مرة أخرى. ولا تخلو المجموعة القصصية من الارتكاز على التراث والحديث عن الأصالة العربية وعن تاريخ الشام وجمالها وعبقها عبر العادات والتقاليد الموروثة والفلكلور الجميل الذي أرادت أن تظهر من خلاله بهاء الشام وجمال التراث العربي كما هو في قصة فلكلور. وتبشر الكاتبة من خلال قصة كرة الشمس بقدوم الخلاص وانتهاء الإرهاب لافتة إلى أن هذه الانفجارات وأصوات الدوي ما هي إلا دليل على قرب انتهائهم كما صورت مدى وحشية الإرهابيين من خلال استشهاد «أبو إبراهيم» الذي حاول أن يمنع الموت عن العصفور فما كان منه إلا أن فداه والتف بالعلم السوري بعد أن إصابته ضربة غادرة ليصبح في سجل الخالدين. يذكر أن الكتاب من منشورات دار بعل يقع في 111 صفحة من القطع المتوسط. |
|