|
شؤون سياسية لقد استخدمت القوى المعادية والتي تخطط لتقسيم دول المنطقة وفق اتفاقية «سايكس - بيكو» جديدة كل الشعارات المزيفة في محاولة لتضليل الرأي العام والتدخل في شؤون سورية الداخلية ومن هذه الشعارات الحرية والوضع الإنساني وقد فشلت في تسويق هذه الشعارات الكاذبة نتيجة وعي الشعب السوري وقناعته بأن الدول الاستعمارية التي تقود المؤامرة لا يهمها حرية الشعوب وإنما تسعى لتحقيق مصالحها ولو كان ذلك على حساب دماء الشعوب الأخرى وقد سقط هذا الشعار بعد مضي وقت قصير على بدء الأزمة المفتعلة ؛ حيث تعرّض السوريون إلى أبشع أنواع المجازر والجرائم على أيدي العصابات الإرهابية التكفيرية التي تم استقدامها من أكثر من 80 دولة عربية وأجنبية لتكون الأذرع الإرهابية التي تنفذ أجندات استعمارية وبدعم سياسي وعسكري ولوجستي «غربي - عربي - صهيوني» وتجلى ذلك في تقديم السلاح وأدوات القتل والتدمير وإعطاء رواتب عالية لهؤلاء المجرمين والعمل على التستر على جرائمهم في المحافل الدولية ، بل سعت القوى المتآمرة إلى تحميل الحكومة السورية مسؤولية ما يحصل وهذا ما كشفه الشعب السوري وعمل على التصدي له وأفشل مخطط زرع الفتنة بين السوريين ليشكل ذلك صدمة للمتآمرين والعملاء والمراهنين. بعد فشل القوى المتآمرة على سورية بالتلطي خلف شعار الحرية والديمقراطية وبدأ الإرهاب المدعوم من قبلها بالانتشار إلى الدول المجاورة ليهدد البلدان التي ساهمت بإرسال المسلحين التكفيريين للقتال في سورية حاولت هذه القوى المعادية المتاجرة والاستثمار بالوضع الإنساني الذي لم يكن غائباً عن الأجندات العدوانية منذ قبل بدء الأزمة المفتعلة وهنا نُذكر أن حكومة العدالة والتنمية الإخوانية أقامت معسكراً لاستقبال السوريين قبل بدء الأزمة وأعطت الضوء الأخضر لعصاباتها الإجرامية بترويع المواطنين ودفعهم مع بدء الأزمة لترك منازلهم وقراهم والتوجه إلى تركيا ليكون الوضع الإنساني ورقة ضاغطة على القيادة السورية ومازالت هذه القوى تعمل على تكريس هذه الورقة وقد استخدمتها في مؤتمر جنيف 2 حيث طرح ما يسمى وفد المعارضة فك الحصار المزعوم وتقديم مساعدات إلى بعض أحياء حمص القديمة التي استخدمها الإرهابيون مركزاً لهم وتم استخدام المدنيين كدروع بشرية وذلك من أجل تحقيق انتصار معنوي والتخفيف عن عصاباتهم الإجرامية في تلك الأحياء ولكن ذلك لم ينفعهم ووقعوا في شر أعمالهم حيث اتضح للشعب السوري أن هذا الوفد الهزيل هو ناطق باسم المجموعات الإرهابية فقط وأنه لا يمثل إلا نفسه وبعض المجرمين ، هذا من جهة ومن جهة أخرى تناسى أن الحكومة السورية وبالتعاون مع الأمم المتحدة تقوم بإيصال المساعدات إلى كل مواطن سوري على امتداد الجغرافيا السورية وأن العصابات الإرهابية هي من تحاصر بعض المناطق مثل نبل والزهراء والفوعه وكفريا وعدرا العمالية وتمنع إيصال المساعدات إلى هؤلاء المدنيين العزل. الخيبات والفشل مع ترافق حراك القوى المعادية للشعب السوري لا يمكن تعدادها لأنها كثيرة جداً ومنها وبالإضافة إلى ما سبق فشلها في عزل الوفد العربي السوري في مؤتمر جنيف لتجد نفسها معزولة ، وفشلها في إمكانية الضغط وثني الوفد السوري عن مناقشة بند مكافحة الإرهاب كأولوية ، وغيرها من الخيبات التي كان آخرها محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سورية يمهد لإيجاد آليات من أجل التدخل وفرض المزيد من العقوبات على الشعب السوري ؛ إذ صدر قرار عن مجلس الأمن وبالإجماع يدين الهجمات الإرهابية التي ينفذها عناصر تابعون للقاعدة وحث المعارضة على رفضها ودعم وصول المساعدات الإنسانية في سورية وهذا حقق إنجازاً سياسياً ودبلوماسياً لسورية ولأصدقاء الشعب السوري الحقيقيين مثل روسيا والصين وإيران حيث تم الاعتراف وفي محفل دولي بوجود الإرهاب في سورية وضرورة مكافحته وإيصال المساعدات الإنسانية التي تعمل الحكومة السورية على إيصالها وبالتعاون مع الأمم المتحدة منذ أكثر من سنتين وحتى الآن وهذا بالطبع شكل هزيمة وخيبة لدى القوى المعادية للشعب السوري وفي طليعتهم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وحكام بني سعود وقطر وتركيا ومن قدم مشروع القرار إلى مجلس الأمن. إن صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه البطل الذي يحقق الانتصارات على فلول الإرهابيين بالإضافة إلى حنكة القيادة السياسية في تعاملها مع الأزمة والأطراف الدولية كل ذلك شكل مثلث الصمود الذي أسس لإعلان الانتصار الكبير على المتآمرين والعملاء والمراهنين وعلى أذرعهم الإرهابية وقد تجلت علامات الانتصار بازدياد منسوب الوعي الشعبي الذي ترجم ذلك بالمصالحات الوطنية المتسارعة وبالمسيرات الجماهيرية التي تؤيد الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب وتمسكها بقيادته الحكيمة ورفضها لأي تدخل خارجي وهذا ما يبشر بقرب حل الأزمة عبر حوار سوري-سوري يحقق تطلعات السوريين في بناء سورية المتجددة بعيداً عن الإملاءات الخارجية. |
|