|
رؤيـة تعيش اللغة - أي لغة - من خلال أبنائها بشكل بدهي, وتستمر حياتها عبرهم ومن خلالهم وخاصة الأدباء منهم. لكن متى تصبح في خطر؟ اللغة هوية بالتأكيد, وبصمة وعي فردي ومجتمعي.. اللغة وعاء فكري وعاطفي لأي شعب.. مع ذلك لابد من تطويرها وتشذيب أغصانها والعمل على ترسيخ أصالتها لا بإغلاق الأبواب عليها, بل بالانفتاح على العالم والتلاقح معه خوفاً من بقاء اللغة عاجزة عن مواكبة العصر ومعطياته الجديدة. تبدو الترجمة من أهم وسائل التلاقح بين الشعوب, وهنا نبدو مقصرين جداً, إن عملية الترجمة لدينا تتجه من الخارج إلى الداخل, وعلى الرغم من أهمية الاطلاع على آداب وثقافات الشعوب الأخرى, إلا أن حركة الترجمة المتجهة من الداخل إلى الخارج تبدو أكثر أهمية وإلحاحاً خاصة في ظل كل الأوضاع التي نعيشها والتشويه الذي يطال إنسانيتنا. الأدب هو الضامن الأكثر ثقة لحياة اللغة العربية- طالما أن العرب غائبون عن مجال العلم والتكنولوجيا- من هنا تنبثق ضرورة الاهتمام بالأدب إذ مازال يشكل جواز سفر لغتنا إلى الآخرين. في اليوم العالمي للغة الأم.. اللغة الأصلية.. كل ما نحتاجه هو التمسك بأمومة هذه اللغة وتعميق جذورها الممتدة في أرض الإنسانية. |
|