تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شهرزاد معاصرة

من مجموعة جسور معلقة
الرسم بالكلمات
الأحد 27/7/2008
مي عبارة

شهرزاد معاصرة

قررت شهرزاد المعاصرة أن تسجن شهريارها الحبيب في الحكاية على أمل أن يعيش حبه طويلاً.‏

مع خيوط ظلام الليلة الأولى بدأت السرد ومع أولى خيوط الفجر أنهته.‏

لكن شهريار انهال بسيفه على عنقها.‏

كانت قصتها قصة قصيرة جداً.‏

نكران‏

نظرت الى التمثال طويلاً بعينين تسكبان الحب والعطف والحنان.‏

احتضنته بذراعيها الدافئتين قبلته لكنه لم يحرك ساكناً.‏

ظلت تطوقه وقتاً طويلاً حتى فقدت حرارتها وتجمدت دماؤها وصارت قطعة من المرمر البارد.‏

تحول التمثال بعدها الى جسد دافئ ينبض بالحياة.‏

خلص نفسه من ذراعيها وغادر ليبحث عن امرأة من لحم ودم.‏

سماء سوداء‏

قرروا أن يعدموه لأنه قال: لون السماء أسود.‏

منحوه فرصة أخيرة ليوافقهم في مقولتهم عن أزرقاق لون السماء لكنه رفض.‏

في طريقه الى المشنقة كان ينظر الى السماء ويردد لونها أسود لونها أسود.‏

حين وضعوا رأسه في حبل المشنقة وقالوا سنسحب الكرسي من تحت قدميك.‏

صرخ: أنتم أسأتم فهمي.‏

إذاً تراجعت عن قولك وستغيره قالوا بسعادة المنتصرين.‏

أجاب نعم لون السماء في الليل أسود.‏

فاوست‏

دهش مفكر من العالم الثالث لرؤية ساعة ضخمة تتوسط إحدى الساحات العظيمة في العالم الأول.‏

وقف متسائلاً: ترى من منهما يحرك الآخر الزمن يحرك العقارب أم العقارب تحرك الزمن?‏

ليجد جواباً أكيداً صعد الى برج الساعة العالي ففوجئ بإنسان أسمه فاوست يقف خلفها محركاً الزمن والعقارب معاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية