|
الرسم بالكلمات اي تلك التي لاتحددها تخوم دقيقة او التي لايمكن ضبطها على نحو علمي دقيق او التي لا تزال مثار سجال بين النقاد والكتاب والقراء معا. والتعبير او المصطلح او المفهوم أكذوبة ابتكرتها حفنة من الكتاب والنقاد الذين اعتقدوا عن سابق إرادة وتصور أحيانا ان علاقة النسب التي تربط النص الأدبي بالإبداع وثيقة الصلة بالمرحلة العمرية لكاتب النص فثمة علاقة نسب من الدرجة الاولى بين النص المكتوب والإبداع اذا كان النص صادرا عن كاتب تجاوز سن الشباب على حين تكون العلاقة من الدرجة الثانية او الثالثة عندما يكون النص من نتاج شاب. ومن اللافت للنظر ان الاكذوبة لما تزل تمارس نفوذها لدى الكثير من المشتغلين بالنقد ولدى الكثير من الكتاب والكثير من القراء تحت دعاوى وذرائع زائفة منها ان معظم ما يصدر عن الكتاب في مرحلة الشباب لا يتجاوز كونه تقليداً او محاكاة لنصوص ابداعية للكبار, كما لا يتجاوز كونه محاولة اولى في الابداع, أو ابداعا يافعاً لما يشب عن الطوق بعد... ومن اللافت للنظر اكثر انه غالباً ما يتم النظر الى كتابات الشباب بوصفها انشاء فقيراً بالموهبة احيانا, او نثرات من السير الذاتية الخاصة بالمغامرات العاطفية المخففة احيانا ثانية, وغالبا ايضا ما يرى الكبار ان على الشباب الاكتفاء باستقبالهم لنتاجهم والتدرب على الكتابة من خلاله الى أن يبلغوا سن الرشد الابداعي التي تمكنهم من بلوغ عالم الادب, ومن اللافت للنظر ثالثا ان الاغلب الاعم من الكبار احتكر, ولايزال منابر النشر ووسائل الاتصال, واستبسل في نفي المواهب الواعدة او الجديدة, وكان من نتيجة ذلك توقف الكثير من تلك المواهب عن الكتابة والنشر, بل وأدها في المهد احياناً. إن الابداع لا يرتبط بمرحلة عمرية محددة, كما لا يرتبط بجنس, او بسواهما مما تم تصديره زوراً وبهتاناً الى حقل النقد, ومما تم التواضع عليه خطأ أن نصوص الشباب تمرينات في الابداع لا ابداع حقاً, وما يؤكد ذلك, اي ان الابداع لا يرتبط بمرحلة عمرية, وما يجمع عليه علماء النفس, انه ما من حدود دقيقة بين مرحلة عمرية وأخرى على المستوى الانفعالي, بل ثمة تداخل بين المراحل جميعاً. لقد تشرفت بتحكيم عدد من المسابقات الأدبية الخاصة بالشباب داخل سورية وخارجها,, ولطالما انتهت خلال فعالية قراءة الاعمال المشاركة في تلك المسابقات وبعدها إلا أن ثمة الكثير من الاعمال الأدبية الاولى لبعض الشباب أكثر قيمة فنية من مجمل اعمال الذين لا نزال نصفق لهم, على نحو مجاني, بوصفهم علامات فارقة في الحياة الثقافية العربية. |
|