تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كراج طرطوس الجديد...الإستثمار متعثر .. والسائقون يحتجون!

مراسلون
الأحد 27/7/2008
ربا أحمد

كراج طرطوس الجديد افتتح دون افتتاح, وذلك بعد الاعتراضات التي شهدتها ولادته من عدد من الجهات العامة, كمديرية الآثار ومديرية الصحة,

بالإضافة للمشكلات التي أخرت نضوجه عندما تقرر إعطاء أهم الخدمات اليومية للاستثمار ببنود غير مدروسة جيداً..‏

بدأت مشكلات الكراج تتدفق وبقي سيلها ينساب دون معالجة حتى انفجرت منذ عدة أيام, عندما تجمهر حوالي 50 سائق سرفيس في عدة أماكن ضمن مدينة طرطوس( المحافظة, حديقة الباسل, الكراج القديم), بينما صراخهم يملأ الأماكن رافضين التحرك حتى تحل مشكلاتهم مع مستثمر الكراج, وزادت حدة النقاشات بعد أن توجهوا إلى الكراج وأدت إلى مشاجرات بين السائقين وعمال يعملون لدى المستثمر.‏

ثم عقد اجتماع بين رئيس فرع المرور ورئيس فرع الأمن الجنائي مع المستثمر وعدد من السائقين , بغياب لممثل نقابة عمال النقل البري, لكن المشكلة انتهت من حيث بدأت واستمر منع وقوف السرافيس بالكراج.‏

» لم أستطع دفع أجار منزلي منذ أن انتقلنا إلى الكراج الجديد« هذا ما أكده أحد السائقين« فالمتعهد يمنعنا الوقوف داخل الكراج وركوب الزبائن, والآن يطالبنا بدفع كراجية حوالى 700 ليرة مقابل الوقوف وقال أحد السائقين:» لم يعد أحد يحترمنا, فالشتائم والإهانة يومية من المستثمر وعماله«, وأشار ثالث إلى المعاملة السيئة, كحالة عندما توقف بالكراج فسحب العاملين مفاتيح سيارته, وأغلقوا الباب على رجل الزبونة.‏

يمنع بائع اليانصيب من الدخول, ويتوجب على الولد الذي يساعد السائقين أن يدفع 100 ليرة مقابل بقائه بالكراج, وكذلك سائق التكسي عليه أن يدفع 75 ليرة إلى ا لمستثمر يومياً حتى يسمح بدخوله, بينما أكد أحد المعاقين أنه منع من الدخول للبيع بالكراج علماً أنه كان يعتاش بأكشاك الكراج القديم هو وولداه اللذان استشهدا.‏

والشكوى لم تقتصر على السائق والعامل بل والمواطن الذي يضطر إلى السير في حرقة الشمس أو تحت الأمطار من الكراج إلى خارجه ليستقل السرافيس الآخر, باعتبار وقوف السرفيس ممنوعا بالإضافة لعدم وجود أي مظلات أو مقاعد بالكراج باستثناء الكافتيريات, وعدد من المواطنين اشتكوا إغلاق صنابير المياه لكي يضطروا لشرائها.‏

وعند سؤال الجميع لماذا لم يقصدوا الجهات المعنية أكد السائقون أنهم رفعوا شكوى إلى محافظ طرطوس وإلى رئيس فرع المرور بالمحافظة ولكن لم تحل الشكاوى حيث نقلناها إلى مستثمر الكراج الذي قال:» المشكلة لم تنتج عن عدم قبولنا بوقوف السرافيس داخل الكراج, وإنما بالعكس نتجت عن خلل في التنظيم بعد أن سمحت لسرافيس الخطوط الداخلية بالوقوف وبالتالي المشكلة سببها السائقون عندما تزاحموا..« وعن المبالغ المالية المفروضة على السائقين أجاب:» نحن اليوم ننظر للكراج على أنه قطاع خاص, وأنا كمستثمر يفترض بي دفع حوالي 23 مليونا سنوياً بعضهمالمجلس المدينة وبعضهما الآخر خدمات (كهرباء, ماء, نظافة) وبالتالي أليس من حقي أن أتقاضى 700 ليرة كراجية شهرياً? أما سبب منع بائعي اليانصيب وغيرهم من الدخول أشار مستثمر الكراج« إلى أن البائعين بالكراج هم عاملون يتقاضون رواتب وليسوا بائعين مسموحا لهم بالدخول دون غيرهم, وبالتالي لاتسمح لأحد أن يفرض دخوله«.‏

الكراج يقع عند المدخل الجنوبي لمدينة طرطوس, وبعد افتتاحه قررت لجنة السير بالمحافظة أنه على الخطوط الخارجية( القادمة من الأرياف ) أن تدخل حصرياً من المدخل نفسه للمدينة, ما يضطر المواطن إلى ركوب سرفيس آخر للرجوع نحو عمله في مركز المدينة, أي المزيد من الأعباء المالية المخصصة للنقل.‏

2- لم تسلم الخطوط الداخلية( ضمن المدينة) من تعديل لجنة السير, وأيضاً بطريقة غير موفقة, فالسائقون يشتكون ويبكون دائماً من طول المسافات, وأصبحت السرافيس مجبرة على المرور أمام الكراج الواقع على طرف المدينة قبل أن تسير بخطها المفترض.‏

3- كما رافق ا فتتاحه أيضاً ارتفاع أسعار المحروقات وزيادة الأسعار الجنونية, وهنا عدلت لجنة السير التسعيرة بزيادة 70% لكن يبدو الرقم لن يطعم السائق قوته اليومي بارتفاع أرقام التأمين والمخالفات وطول الخطوط, فأصبحت المعاناة ثقيلة وكبيرة.‏

4- وإن كان المواطن اشتكى من غياب ا لمظلات والمقاعد والمياه فإنه أيضاً يشتكي لجنة السير من غياب ممر المشاة على الأوتستراد المزدحم أمام الكراج, خاصة إن كان بصحبته أطفال وحاجيات ثقيلة أو العمر لايسمح له بالجري..‏

5- أين نقابة النقل البري من كل هذه المشكلات? بعد أن أكد السائقون أنهم كتبوا شكوى للنقابة, لكن دون حل أو حتى رد? وما دور اتحاد العمال في تقرير مصير العمال الذين كانوا يعملون في الكراج القديم ولم يسمح لهم العمل بالجديد.‏

رئيس مجلس مدينة طرطوس أشار إلى أنه تم تركيب القسم الأكبر من المقاعد بالموقع التي يوجد فيها مظلات وستتابع تركيب المقاعد تحت المظلات التي ستركب مستقبلاً.. وعن مشكلة المياه أكد أنه تمت دراسة مناهل مياه الشرب وبدؤوا الآن بتنفيذها, وفيما يتعلق بخطوط سرافيس المدينة أشار إلى أنه تم تحديدها من قبل مجلس المدينة بمشاركة فرع المرور بالمحافظة ونقابة النقل البري وممثلي الحزب بالمدينة, على أن تجرب لمدة شهر وبعدها تقترح التعديلات المناسبة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية