|
حديث الناس مرض أصاب محافظة ساحلية لا تقل أمطارها السنوية عن 1000مم إلى 1300مم، وفيما مياه الأمطار تذهب هدراً إلى البحر ما زالت المحافظة لتاريخه تتكئ على بضع مشاريع للاستفادة من نعمة السماء. أصوات تتعالى من السكان وألسن تردد غياب مياه الشرب في تلك القرى، ولكن مديرية الموارد المائية بطرطوس آذان من طين وحجر، وليس بأحسن حال واقع البلديات في الإدارة المحلية وعلى رأسهم محافظة طرطوس. مرض مزمن في محافظة تنعم بوفرة الوارد المائي حتى في سنوات الجفاف، يقابل ذلك إدارات وإرادات تعاني الترهل ومفاصل أصابها التكلس والخطير بحالة العطش أنها أخذت تظهر في مدينة دمشق وريفها منذ عامين وتفاقمت خلال الأسبوع الماضي في دمشق إلى حدود مقلقة!! متلازمة تطغى على الأحاديث اليومية.. ما في مياه للشرب، ما في كهرباء.. عبارة تركت تداعيات سلبية على كل بيت وأسرة مفاعيلها داهمت المنشآت الحرفية والسياحية والصناعية، أضرارها زادت المعاناة المعيشية للأسرة كما هو حال عجلة التنمية. مقابل الواقع القائم والذي عكسته الصحافة والإعلام بشكل عام في الآونة الِأخيرة تتلاحق تصريحات الحكومة ووزارة الموارد المائية ومؤسستي المياه بطرطوس ودمشق، وجميعها تؤكد في الإطار العام أن الأوضاع تحت السيطرة، ولكنها تختلف في التفاصيل إلى حد التناقض الصارخ، ولعل ذلك ينم عن غياب للتنسيق أو أنها مجرد تصريحات لا تستند إلى وقائع موضوعية. تجاوز تقنين مياه الشرب في العديد من مناطق وحواري دمشق 23 ساعة ليصل إلى 24 ساعة ولعدة أيام وكأن العباد ينقصها معاناة جديدة لتلهث وراء أصحاب الخزانات المتنقلة، وهنا لا بد من الإشارة أن مصدر تلك المياه مشكوك بها كونه لا يخضع في كثير من الأحيان للرقابة الصحية. |
|