تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النصر المقاوم والحلف المساوم

حدث وتعليق
الأحد 13-12-2015
عائدة عم علي

خلافاً لكل الإدعاءات الأمريكية لجهة محاربة الإرهاب إلا أن هذه الذرائع وصلت إلى حد الفجور السياسي بعد أن باتت واشنطن ترى في الإرهاب جيشها السري لإنقاذ مشاريعها السياسية ,

الذي تواجه به خصومها على الأرض , وتسخّر الحرب ضده فقط كجسر عبور للدخول إلى أي منطقة أو العودة إلى مكمن مصالحها.‏

ولكن من يقرأ المشهد السياسي الأمريكي يكشف أبعاد النصر للحلف المقاوم وما يرسم معه من معادلات سرعان ما تفقد الحلف المساوم الذي تدعمه إدارة أوباما وأعراب الخليج مواقع اعتقدوا أنها خارج سيطرة الدولة السورية ,لكنّ عمليات المسح الجغرافي للقوات السورية والنيران الروسية أفقدت طيران التحالف الأمريكي مجاله الذي يعتقد أنه كان يتحكم بمسارات الإرهابيين وإمكانية المناورة.‏

وبالنتيجة إن ما كان مباحاً أصبح اليوم محرماً في ظل الاندفاع غير المسبوق للكرملين والذي بني على دراسة الأخطاء الأمريكية في استخدام مقاربات ومسميات غير محددة الأبعاد .‏

الروسي وضع أهدافه ليمضي قدماً إلى تغيير معادلات في قلب المنطقة مستفيداً من سياسة التخبط الأمريكي والغربي في عدم قدرتهم على إيجاد أي رادع لهجمات «داعش» الإرهابي الذي سرعان ما ينقلب على القبضة الاستخبارية الوهابية والصهيونية.‏

وما كان مخطط لمحاصرة موسكو وحلفائها عالمياً ها هو الانفتاح غير المسبوق للقوة الروسية وقواعدها التي لامست أبعد البحار , وكل هذا بسبب الانكفاء الأمريكي المتخبط بين وعوده الكاذبة وتطمينات الأتراك والوهابيين.‏

الفراغات الاستراتيجية الأميركية منحت الروسي بعداً غير قابل للتراجع في بناء حلف القوة الزاحفة لملء هذا الشاغر في محافل المنطقة ولو دفع أردوغان بعتاده وجيشه في العراق لتصبح غربته الجديدة في تركيا أكثر من محيطه لا سيما بعد إقصائه من قبل جحافله المتآمرة.‏

لا شك أن أخطاء الاستراتيجية الأميركية أكسبت الحلف المقاوم معركته شيئاً فشيئاً إيذاناً ببدء النهاية الأحادية الأمريكية وظهور القطبية الجديدة من موسكو وطهران إلى دمشق المقاومة، لكن إرادة الصمود والمواجهة كانت الأساس في قلب المعركة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية