|
إضاءات ورمته كرة نار على الأراضي السورية والعراقية بهدف تطويق روسيا العملاقة المتجددة في قطبية العالم، الذي بدا يتقن الالتفاف حول أكاذيب وفبركات الإدارة الأميركية، التي ما زالت منذ نشأتها تعمل تحت شعار بالسيف والدم نحكم العالم بالرغم من هزالة مفاعيلها وانهزامها الدائم. لهذا لا بد من القول : إن زمن الاستكبار العالمي قد ولى ، وأن زمن التطور التكنولوجي هو لهم بالمرصاد،فانفتاح مواقع التواصل الاجتماعي بين بني البشر لم يعد بمقدور أي سلطة مهما بلغ جبروتها إيقافه ، مهما بلغت القدرة على ضخ الأكاذيب والفبركات ، من أجل القضاء على سيادة الدول وحرية الشعوب، التي سرعان ما تتحول إلى كرة نار تحطم كبرياؤهم المتغطرس ، الذي ظنوه يوما خافيا ومخفيا بل سرا من الأسرار. إن أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي استعملت ذريعة لاحتلال العراق أكبر مثل ومثال على هزالة السياسة الأميركية، إضافة إلى غزو سورية عبر ضخ الفبركات الإعلامية نفسها ، التي تدين سورية وكل منجزات حركة التصحيح التي جعلت من سورية مظلة عربية وعالمية محترمة ومقدرة، بل يحسب لها ألف حساب في النمو والتطور المعرفي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والمسار التعليمي المجاني، بحيث تبوأ الطلاب السوريون في عالم الانتشار، المراكز الأولى في الجامعات التي انتدبوا لإكمال تعليمهم فيها على نفقة الدولة السورية. سورية هذه لم يرق تطورها وتقدمها في المجالات كافة لعالم القوة الكونية المتآخية مع المد الصهيوني، الذي هو عدو للإنسانية جمعاء، لهذا ارتسمت المخططات في دوائر القرار الأميركي المتصهين، من أجل الحد من شكيمة الدولة السورية المؤيدة بشكل مطلق للمقاومة ضد إسرائيل، بل الداعمة لها بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد، بالتنسيق والتعاون مع الجمهورية الإسلامية في إيران، التي جعلت القضية الفلسطينية وتحرير بيت المقدس في رأس أولوياتها الوطنية. السؤال الذي يراود الناس ومنهم الهيئات الفكرية والثقافية، ولن أقول رجالات السياسة المرتهنين كلٌّ لموقع يضمن استمراره على رأس قواعده المبنية على ضخ المال المستورد ، خصوصا في زمن تعرض سورية لأكبر مؤامرة كونية على وحدتها وسيادتها وحريتها واستقلالها، وتعرض العراق للشرذمة والتفتيت والتقسيم طائفيا ومذهبيا وعنصريا ، وتعرُّض لبنان لكل أنواع الفتن السياسية والفئوية والاجتماعية والدينية ليس بخافٍ على أحد، وإن ظُّنَّ العكس، وطريق الحق والرؤية الثاقبة، تمثله المقاومة الشريفة في وجه العدو المغتصب إسرائيل، ويمثله تيار التغيير والإصلاح الذي رسم خطواته بشكل مدروس وطنيا وعربيا ولوجستيا، ما أثمر تعاونا وطنيا وايماناً بالقضية القومية مع القيادة والدولة السورية، التي تشكل الممر الآمن لاقتصاد لبنان وحركته البناءة، ومع المقاومة الشريفة التي خاضت حرب 2006 بظهير داخلي آمن وموثوق. من هنا فإن القاصي والداني يعلم أن الحلف الوطني والعربي المثبت والقائم بصلابة ومتانة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، لن تهزه هرطقات عنوانها للأسف: (الطفر) المدقع، والرؤية الضبابية، والتآمر الملكي السعودي، والنفي المأزوم، والنفط المخبأ في دراسات وزارة الطاقة اللبنانية التي تنتظر ساعة الحسم والإفراج ، والسبب واضح لكل الناس وإن تعامى أصحاب الشأن والشأو عن رصدها ، فلبنان وطن صغير الحجم، لكن شعبه كثير الذكاء. لهذا انقلب السحر على الساحر ، عبر كل الموازين والمدارات وحتى التسويات، التي لا طائل منها ، ما لم يتم الإقرار بقوة الرئيس بشار الأسد وحكمته وحنكته، وبقوة المقاومة في لبنان سياسيا وعسكريا ،وبقوة الجنرال ميشال عون وطنيا وتغييريا وإصلاحيا ، وما لم يتم الإقرار بفشل الحلفاء من تركيا أردوغان الذي ما زال يتجرع السم ولا يبالي، ومن بعض المتولين أمر قيادة الشعب السعودي العربي الشريف، ومن من هم على موقف مسالم ومهادن للعدو الصهيوني ، ومن من هم ضد كل صوت عربي يعلي كلمة الحق والعداء لإسرائيل، وأخيرا لا آخرا ، من هؤلاء الذين علت اصواتهم المناهضة للمسلمين والإسلام الذين هم أسس الحضارة الكونية ، عبر تصريح المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، القائل: بوجوب طرد المسلمين من الولايات المتحدة الأميركية، متناسيا أو غافلا عن أن إدارة بلاده هي من صنعت الإرهاب وضخته إلى أفغانستان وليبيا والسعودية ومصر واوروبا وحتى نيويورك ومؤخرا كاليفورنيا، ناهيك عن مساندة قيام دولة داعشية خرافية على أرض سورية والعراق ، تحت مسميات مختلقة هي دولة الخلافة الإسلامية ، والإسلام منها براء . ترى لو أتقن جيدا دونالد ترامب دراسة التاريخ ومجريات سياسة وطنه مع حلفائهم في تركيا والعالم العربي لربما تغيرت نظرته القاضية باتهام المسلمين ككل، بالشر والإرهاب ، علما أن العديد من علماء المسلمين وخصوصا العرب هم بناة الحضارة الأميركية الحديثة، وهم الموجودون بكثافة في الدوائر الأميركية كافة، والعاملون بإخلاص للولايات المتحدة الأميركية من منطلق إيماني ووفاء ناصع البياض للبلد الذي استقبلهم بالترحاب والاحتضان، القائم على التطلع إلى تميزهم عملا وأداء واختراعا ونبوغا في جميع المجالات والاختصاصات،. إن أردنا تسجيل هذه المأثرة للإدارة الأميركية، هذا لا يعني أن نتغاضى عن سيئاتها، التي تبلغ التسعين بالمائة، حين يتصل الأمر بالسيطرة والنفوذ والاستغلال والاستعباد والديكتاتورية واغتصاب حقوق الشعوب وثرواتهم الطبيعية والبشرية التي هزلت مع تعاظم النفوذ الروسي، ومع صمود سورية والمقاومة في الميدان، وكذلك في سورية والعراق ولبنان، ويتغاضون أيضا عن قضية البحث في الدخول العسكري التركي العثماني إلى العراق مخترقا سيادة دولة قائمة معترف بها دوليا وشجبه أو حتى العمل على دحره ، بالرغم من استنكار السلطة العراقية المتمثلة بالرئيس العبادي، الذي رفع الأمر شاكيا إلى مجلس الأمن، ومهددا في الوقت نفسه بالتصدي لحلم أردوغان، الذي لم يكفه ما فعله في سورية – حتى تاريخه- من نهب للبترول والمصانع والقطن والقمح وغيرها من المقومات الاقتصادية التي هي حق للشعب السوري الذي يدعي اردوغان الحرص على مصالحه زورا وبهتانا، بل يريد السيطرة على ثروات العراق وإقامة شريط حدودي عازل بعد فشله في إقامته مع سورية. إن السياسة الأميركية تثبت فشلها يوما بعد يوم عبر العالم وخصوصا في المنطقة العربية ، في الوقت الذي يتصاعد فيه نجم الإدارة الروسية ورئيسها فلاديمير بوتين، الذي هدد الجميع بالقول ، خلال اجتماعه بأركان وزارة الدفاع، مؤخراً: «إن كل من يهدد أمن روسيا في سورية ، يجب تدميره فورا»، ترى هل هذا كاف ليتعظ المسؤول في الإدارة الأميركية ويعمل على إعادة ترتيب حساباته السياسية الهزيلة الفاشلة من جديد، أمام قوة العزم التي يتمتع بها الروسي والإيراني، خصوصا في نظرتهما الموحدة لكل ما يجري في سيناء المصرية وسرت وبنغازي في ليبيا وباريس وألمانيا المهددتان حاليا بوجود أكثر من 450 إرهابياً باتوا تحت المراقبة ، وربما يحصل ما ليس بالحسبان ، وهذا متروك للمستقبل الآتي، الذي ، ربما، يستنفر الحكومات الأوروبية، من أجل الضغط على الأميركي، بوجوب مد اليد للرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين والحكومة الإيرانية والمقاومة في لبنان ،من أجل اجتثاث الإرهاب الذي أصبح ثعبانا ساما ووحشا مفترسا في العالم كله، حتى لو أدى ذلك إلى الاعتراف بهزالة سياساتهم الرعناء أمام قوة العزم الروسي المستجد. |
|