تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تدمير الخطوط الدفاعية الأولى للإرهابيين في ربيعة الريف الشـــمالي باللاذقيــــة

اللاذقية
صفحة أولى
الثلاثاء 12-1-2016
لمى يوسف

عبرنا الطريق المتدلي بين الجبال المتعانقة متجهين إلى تلك الإحراج التي لم تعد بمساحاتها الواسعة كما سابق عهدها، مسافات ومسافات بين الوديان والتلال والمنحدرات الساحقة.. إلى أن وصلنا نقطة الأعمال القتالية جبل بيت فارس والحارة..

بعد عملية نوعية لقوات الجيش العربي السوري، قطع خلالها خط الإمداد الرئيسي للتنظيمات الإرهابية في ربيعة بالريف الشمالي باللاذقية.. وترك الإرهابيون تحصينات واسعة ودشم متتالية.. معدات وتجهيزات قتالية.. سترات واقية من البرد القارس وصلتهم من السعودية يجاورها زجاجتان فارغتان لمشروبات روحية كتب عليها «حلال».. فوارغ لعبوات غذائية صناعة تركية.. أكياس لمواد طبية عند نقطة اسعاف اعتمدت لمعالجة جرحاهم..‏

أثناء الجولة الميدانية للوسائل الإعلامية المتعددة قال قائد العمليات العسكرية في ميدان المعركة حول أهمية المنطقة: خلال العملية العسكرية الأخيرة وبالتنسيق بينا وبين طيران الجيش العربي السوري والطيران الصديق الروسي تمكنا من السيطرة على جبل فارس والمرتفع 413 ومرتفعات جبال حارة وهي 423 - 415.6 - 387 بالإضافة إلى رويسة الشيخ سلمان.. ويعتبر هذا الخط من الخطوط الدفاعية الأولى عن ربيعة لأن هذا المحور يمتد شرقاً من رويسة القرعة وغرباً باتجاه الحارة وجبل فارس وكان قد وضع المسلحون إمكانيات واسعة على هذا المحور بهدف منع قواتنا من الوصول لمعاقلهم الأخيرة في ربيعة وسلمى..‏

وأضاف: المعارك على محور الحارة وفارس من أصعب أنواع المعارك نظراً للتحصين الشديد للإرهابيين فقد اتخذوا المغاور والكهوف الموجودة في جبل حارة خطوط سير لتحركاتهم إضافة إلى التحصينات المزودة بالدشم والخنادق والتجهيزات.. وقد درسنا منطقة العمليات بشكل واسع، حيث قمنا بعملية استطلاع للمنطقة وأخرى للقوة ودخلنا قبل العملية الحاسمة إلى دشم الإرهابيين وكشفنا دفاعاتهم ما أدى إلى تحقيق النجاح اللاحق بالمهمة الأخيرة، فتقدمنا بعرض 7 كم وبعمق 2700 م وبذلك نكون قد فتحنا الباب ما قبل الأخير للوصول إلى ربيعة في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، وقطعنا بها خطوط الإمداد القادمة من سد برادون باتجاه السكرية.. والآن تتمركز قواتنا في هذه المواقع كقوة تثبيت ورصد لتحركات العدو في المحاور المطلة على منطقة الأعمال القتالية.. وتعتبر السكرية وجبل كزبر والسنديان كلها مواقع ساقطة نارياً وشبه محاصرة.. علماً أنه لا تواجد للمدنيين «نساء أو أطفال» ضمن المنطقة غير أن المسلحين يتحركون لتنفيذ عملية الرصد والاستطلاع تحت مسمى مزارع أو غيره.‏

من جهة أخرى قال قائد آخر للعمليات: نحن في منطقة الأعمال القتالية في قطاع بيت فارس والحارة والتلال المحيطة فيها باتجاه السكرية فقد تم قطع خطوط الإمداد والسيطرة على هذه التلال الحاكمة وتم تدمير تحصينات الإرهابيين ودحرهم منها بفضل جهود الأبطال الحقيقين الذين نفذوا المهام بالتتالي على هذه النقاط والتلال.. وقد حاول الإرهابيون استعادة بعض المواقع بعمليات ليلية إلا أنها فشلت وتكبدوا خسائر كبيرة، بفضل الجنود الساهرين من الجيش العربي السوري.. ورغم قساوة الظروف المناخية والطبيعة الجغرافية الصعبة لكن أبناء الجيش العربي السوري تغلبوا بإيمانهم وعقيدتهم على الإرهابيين ولا تزال معنوياتهم عالية وسيواصلون العمليات القتالية حتى عودة الأمن والأمان إلى ربوع سورية.‏

وبين أحد المقاتلين في صفوف الجيش العربي السوري قائلاً: يعرف الإرهابيون أهمية هذه المنطقة القاسية بتضاريسها كونها مشرفة وفيها الكثير من الأماكن الغير مرئية لذلك وضعوا فيها الكثير من التحصينات والدشم. وفي الأيام الأخيرة نفذنا عملية التفاف على هذه النقاط وقطعنا عن الإرهابيين خطوط الإمداد لتقوم مجموعة الاقتحام بمداهمة المواقع وقتل العناصر الإرهابية التي تنتمي إلى تنظيمات متعددة لقرب المنطقة من الحدود التركية «النصرة وأخواتها وجيش الإسلام ونظائرها» ودحر ما تبقى منهم.. وسنتقدم في كل خطوة دون العودة إلى الوراء.. وسنبقى صامدون مهما كانت الظروف.‏

شباب يحزمون فراشهم ويتراكضون لصعود الشاحنة ينطلقون لمهمة أخرى في مكان آخر... شباب متعبون بالأمل ويشربون الكرامة مع قطرات المطر.. وآخرون ينتظرون ساعة الصفر لبدء عملية تالية ناجحة للجيش العربي السوري..‏

صامد هناك.. التراب صابونه وماؤه لتنظيف يديه من زيت الديزل المتراكم.. يسرد جراحاته وتخنقه عبرة حين يتكلم عن أخيه المصاب أمس في الجب الأحمر.. يضحك مندهشاً مما رأى في المرآة، طالباً عدم التصوير..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية