|
صفحة أولى لذلك تمضي دمشق إلى جنيف ثالث، تدوي فيه ورقة ميدانها الرابحة من الشمال في حلب واللاذقية إلى الجنوب في درعا والقنيطرة، لتندحر أصوات النشاز الأردوغاني ويحشرج نتنياهو بانهيارات «نصرته» وغرف عملياته الاستخباراتية. قد لا يكون جنيف (3) هو الحل بالنسبة للسوريين ولكنه «الصورة الكاشفة» التي ستعكس حالة الأدوار الإقليمية والدولية للاعبين على خط الأزمة في سورية، وستظهر التدهور الواضح للأوضاع السياسية لكل من واشنطن والسعودية وتركيا وسائر اعضائهم الإرهابية، خاصة أن الجيش السوري والعمليات العسكرية الروسية في سورية أظهرت عطبهم الداعشي فأحالهم استفحال خساراتهم إلى جنيف (3). لذلك ولغير ذلك ولانها الأكثر ترهلاً وعجزاً تحاول السعودية التصابي السياسي وقطع الطريق عن تشخيص حالتها في جنيف القادم، ولا تجد «مكياجاً» تخبئ فيه تجاعيد خساراتها سوى الجامعة العربية ومساحيق بياناتها لادانة ايران متناسية أن أي عطار لن يصلح ما أفسده نهجها الوهابي، فكيف إذا كان عطارها نبيل العربي صاحب روائح فساد «الجامعة» وانهياراتها، وكيف إذا كانت أيضاً على أبواب انهيار اقتصادي. لايبدو أن الغرب آبه به، فحليفها الأميركي صامت حيال عجزها السياسي والاقتصادي، يتركها لتخبطها بين صناعة عواصف الجوع الاعلامي في سورية وعواصف الشحن الطائفي في المنطقة، بينما يسلم أوباما الراية في الملف السوري إلى من سيخلفه ولا يعرف ان كانت هذه الراية ستصله، ولكنه سلم واستسلم إلى بوتين الذي أمام صمت واشنطن وسط عواصف الإرهاب العالمي راح يقلب صفحات التاريخ ويذكرها بمراهقاتها السياسية، ليتوقف طويلاً أمام صفحة غزو العراق .. هناك حيث نادت روسيا ولم تسمع حياً أميركياً.. ولا تعتقد أن ثمة حياً أميركياً سيسمع لاحقاً فلا حياة لمن تنادي بالأمس واليوم يا بوتين.. فهم لا يسمعون إلا من أذن الميدان. |
|