تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المتآمرون.. والهذيان السياسي

حدث وتعليق
الأربعاء 19-2-2014
محرز العلي

حالة من الهذيان السياسي أصابت قوى العدوان والتآمر على الشعب السوري في مؤتمر جنيف وجولتيه الأولى والثانية نتيجة فشلها في تحقيق أجندتها العدوانية على المستوى السياسي بفضل وطنية ووعي الوفد العربي السوري وحنكته السياسية

حيث عبّر عن هموم ومصالح الشعب السوري وتطلعاته في وقف سفك الدم السوري واجتثاث الإرهاب ولم يعطِ أي فرصة للمتربصين شراً بسورية وشعبها لفرض أجندتهم الهادفة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب مصالح وآلام السوريين وتضحياتهم الكبيرة.‏

هذه الحالة تجلّت واضحة في سلوك قوى العدوان عندما حققت سورية منذ الجولة الأولى لمؤتمر جنيف نصراً دبلوماسياً كبيراً عبر نقل وزير الخارجية وليد المعلم رئيس الوفد السوري حقيقة ما تشهده سورية من إرهاب مدعوم من قبل دول عربية وغربية وإصرار السوريين على تمسكهم بالثوابت الوطنية وضرورة مكافحة الإرهاب كأولوية لا يمكن تجاوزها، وبدلاً من عزل الوفد السوري في جنيف وجد المتآمرون أنفسهم في عزلة وأصابتهم الخيبة ما استدعى رفع معنويات ما يسمى «وفد المعارضة» بموافقة الكونغرس الأميركي على تسليح العصابات الإرهابية التي ترتكب الجرائم بحق الشعب السوري ليسقط بذلك زيف ادعاءاتهم بأنهم مع الحل السلمي للأزمة المفتعلة في سورية.‏

الجولة الثانية من مؤتمر جنيف رافقها جملة من الإجراءات والتصريحات والتهديدات في محاولة من قبل المتآمرين للتعويض عن فشلهم السياسي، فأعطي الضوء الأخضر للعصابات الإرهابية لارتكاب المزيد من الجرائم وسرّبت معلومات عن عزم السعودية إرسال أسلحة فتاكة لهذه العصابات المسلحة، الأمر الذي كشف حالة الإفلاس السياسي لهؤلاء المتآمرين وزاد من إصرار الوفد السوري على بند مكافحة الإرهاب بعد أن اتضحت أهمية وضرورة وأولوية هذا البند على ما عداه من بنود في وثيقة جنيف الأول وهو ما تحقق له في جدول أعمال الإبراهيمي.‏

في المحصلة لا يمكن للشعب السوري أن يفرّط بثوابته الوطنية مهما أرعد وأزبد الأعداء ولا يمكن أن تخيفه تهديدات واشنطن أو تصريحات هيغ وفابيوس، فالسوريون الذين قاوموا المخططات التي تستهدف أمنهم واستقرارهم لمدة ثلاث سنوات مصممون على مواصلة الإنجازات السياسية والعسكرية وما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات على الإرهابيين وما يتحقق في ملف المصالحة الوطنية خير مثال على أن سورية تسير على الطريق الصحيح وأنها عصيّة على الواهمين والمتآمرين بفضل تلاحم شعبها وجيشها وقيادتها الحكيمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية