تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مكافحة الإرهاب أولاً

صفحة أولى
الأربعاء 19-2-2014
د. أشرف السمان

كيف نتوقع أن يقبل وفد الجمهورية العربية السورية المشارك في الجولة الثانية من مباحثات جنيف 2 المحمل بثقة وآمال الشعب السوري لوقف سفك الدماء والتخريب والدمار

ببحث أي عملية سياسية في سورية قبل وقف العنف والإرهاب الذي تمارسه بشكل يومي الجماعات الإرهابية المسلحة؟‏

وأي حكومة انتقالية يطالب فيها أولاً وفد الائتلاف المسمى المعارضة يمكن أن تنفذ أي التزام على الارض قبل وقف العنف والإرهاب ووقف التمويل واغلاق الحدود التي تدخل من خلالها الأسلحة والمسلحين؟‏

وماذا يمثلون على الأرض لكي يستطيعوا فرض أي اتفاق على الأرض السورية وخاصة اننا نعلم أن القوى الارهابية الضاربة على الارض هي الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وداعش حتى ما يسمى الجيش الحر اعلن ان هذا الوفد لا يمثله ولن يلتزم بأي شيء قد يتفق عليه؟‏

ومع هذا وافقت الحكومة السورية على حضور مباحثات جنيف مع هذا الوفد المسمى بالمعارضة حرصاً منها على حقن الدماء ووقف الإرهاب والمجازر في سورية التي يمولها داعموهم.‏

ويجب أن تكون قد وضحت الصورة أمام العالم من خلال جلستي المباحثات في جنيف، من يمثل مصالح الشعب السوري ومن يمثل مصالح الخارج من اعداء الشعب السوري ومن الذي يدافع عن الشعب السوري ومن يمارس القتل والإرهاب على الشعب السوري.‏

كما أصبح واضحاً أن هدف هذا الوفد المسمى بالمعارضة هو الوصول الى السلطة كما حصل في العراق على ظهر دبابة أميركية وفوق جماجم أبناء شعبه ووطنه ولكن هذا حلم بعيد المنال لأنهم نسوا أو تناسوا التاريخ فقد انتصر هذا الشعب السوري العظيم على الاحتلال العثماني ودحر الاستعمار الفرنسي وسينتصر على هذه المؤامرة وعلى هذه الحرب الكونية بفضل قيادته الحكيمة وجيشه العربي السوري البطل الصامد المقدام المؤمن بنضاله وتضحياته للدفاع عن سيادة الوطن.‏

ومن الواضح أن من يريد الوصول الى الحكومة الانتقالية أولاً لا يهمه المجازر والدماء التي تسيل في قرى ومناطق وشوارع سورية بأيادي المجموعات المسلحة التي مولها وسلحها من صنع ما يسمى المعارضة.‏

أصبح من الواجب على المجتمع الدولي أن ينتبه لما يجري في سورية من إرهاب وأن يسمي الأمور بمسمياتها لأن هذا الإرهاب الذي دعموه وسلحوه ودربوه ومولوه في سورية سيطول قريباً جداً دول الجوار أولاً وأوروبا وأميركا ثانياً لأن هذا الإرهاب لا وطن له.‏

سورية لا محال ستنتصر دون أن تخسر شيئاً من خياراتها القومية وتوجهاتها السياسية في الحفاظ على سيادتها وقيادتها لمحور المقاومة ضد الاستعمار الجديد والاحتلال الاسرائيلي اللذين يريدان اخضاع المنطقة بأكملها لسيطرتهما وفرض خارطة سياسة جديدة تناسب أطماعهما.‏

نحن جادون في خوض هذه المعركة التفاوضية ولكننا بنفس الوقت لن نسمح لهم بأن يأخذوا منا أي عنوان وطني يمس السيادة ومشروعنا الوطني هو مكافحة الإرهاب وإعادة بناء ما تخرب والحفاظ على مؤسسات الدولة واشراك جميع الأطياف في السلطة وكله مرهون بتوقف المذابح التي ترتكبها الجماعات الإرهابية المسلحة في سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية