تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نبض الحدث

صفحة أولى
الأربعاء 19-2-2014
إلى وراء الباب السياسي لحق جنيف بدجل واشنطن.. هناك حيث فاحت أولى الروائح، وليس أولها من البوابة الأردنية.. الإدارة الأميركية تفخخ الحلول السياسية، ووزير خارجيتها ومندوب التسويق الدبلوماسي جون كيري

يجول في المنطقة ناشراً اشاعة الموت السريري لجنيف الثاني بجولتيه علّ الثالثة تقف مطولاً على عتبة السبات، وعلَّ أيضاً ما تسرب وفضح مجدداً عن التسول الأردني والرشوة الأميركية، فوق طاولة القمة بين عرش القمار الهاشمي وديمقراطية اللغم الأميركي.. عله يمر كما مر ما سبقه ويجد ما يبرره من مد بلاط «الديره» الأردنية بالسجاد الأحمر أمام روبرت فورد وعصاباته الإرهابية على الحدود السورية.‏

أما الإدانة هذه المرة فمن فم «الائتلاف» ودماه التي نطقت خارج التلقيم الأميركي حين بدل السيناتورات فيه تبديلاً، وحين غص كيري وأسياده في البيت الأبيض ببند مكافحة الإرهاب السويسري فابتلعوا فخهم ونصبوا غيره بدمى آخرى تحت مسمى «الائتلاف» أيضاً وذهبوا بعيداً عن جنيف كي لا يقعوا في الحفر السياسية التي باتوا عاجزين عن القفز فوقها.‏

لوحت واشنطن بالخيار العسكري على حصان الدونكشوت مجدداً، فاشارت لها الدبلوماسية الدمشقية الى طواحين الهواء، بينما ابعدت موسكو مجلس الأمن عن كل المغامرات ولم يبق أمام البيت الأبيض إلا المقامرات فاختار العودة الى طاولة القمار العتيق في الأردن، وان كان لم يغادرها بحكم أنها من القواعد العسكرية، وانها امتداد لحاشيته يوم ولى زمان العبيد، ولم يبق بلا عتق سوى تيجان الملوك من الأردن حتى آل سعود..‏

يتراوح المشهد بين التصعيد السياسي والميداني.. فالمواجهة واضحة بين واشنطن وموسكو، وعلى مبدأ «حلفان الحرامي»، تراوغ أميركا وتصر على افتعال جنازة لجنيف واللطم فوق رأسه، بينما تخرج الدبلوماسية الروسية عن هدوئها المعتاد وتشير الى واشنطن بالسكوت عن الإرهاب ووجعه في المنطقة، ولعل البيان الروسي يتطابق مع بيانات واجتماعات دولية تصدر اليوم عن اتحاد برلمانات منظمة التعاون الإسلامي التي تصر على عودة الملف السوري الى الطاولة السياسية، وتصر على مكافحة الإرهاب معتبرة انه اداة صهيونية، ولعل نتنياهو لم يكذب الخبر، فراح يتفقد جروح رعاياه من الإرهابيين الذي نقلوا بعد «جهادهم» في الأراضي السورية الى مشافي كيان الاحتلال..‏

ولا ندري إذا كان رئيس وزراء الاحتلال يشجع الجهاديين بالحوريات أيضاً، كما لا ندري اذا كانت واشنطن تدرك آفاق تصعيدها أم إنها ادمنت المجازفات حين وصلت حد الافلاس السياسي، فالمشهد ضبابي على الصعيد الدولي، أما داخل الحدود السورية فيبدو المشهد أكثر وضوحاً وتبشيراً، فالايادي السورية تستمر في مصافحات المصالحات، وحضن الوطن يزداد اتساعاً.. في حين تبقى عين الجندي العربي السوري على الإرهاب وهدفه مصوب اليه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية