|
فضائيات الأحد الماضي أثبتت فقرة (قضية) في برنامج صباح الورد قدرة البعض على تقديمه مادة متلفزة توائم بين الشكل والمضمون,عندما استضافت معاون وزير الكهرباء المهندس عبد الحليم قاسم.في البداية اعتقدنا أن التلفزيون يريد تلميع صورة معاون الوزير عندما راح الأخير يتحدث عن سرقة الكهرباء الدخيلة على مجتمعنا وينفي أنها ظاهرة مرافقة لارتفاع الفاتورة,لأن هذه الأخيرة غير مرتفعة بالنسبة إلى ذوي الدخل المحدود إذ إن (800)كيلو واط المدعومة تكفي الأسرة السورية لشهرين!! لكن سرعان ما واجه البرنامج ضيفه بسيل من الاتصالات تحدثت عن معاناة الناس مما زاد من تمترس معاون الوزير بوجهة نظره. لم تكتف الفقر بالمساجلات,إنما أدرجت ريبورتاجا من (حي الورود)المخالف حيث تحدث سكانه عن ارتفاع الفاتورة وذهب بعضهم إلى أن سرقة الكهرباء حلال مادامت أزمة المازوت الموجودة تضطرهم إلى استخدام المدافئ الكهربائية. هنا رد الضيف المحشور في زاوية أن الفقراء هم الاحرص على تطبيق القانون وعلى الأخلاق مؤكدا أن السرقة حرام وغير أخلاقية. وبالطبع هي أمر غير مشروع وحرام., سارع البرنامج إلى أخذ رأي ديني للشيخ عبد الرحمن نوفلية الذي أكد على أن استجرار الكهرباء بطريقة غير شرعية حرام,مستدركا أنه حرام أيضا على وزارة الكهرباء فرض غرامات وجبايات تثقل كاهل المواطن, وفي محاولة يائسة من معاون الوزير للخروج من المأزق اعترف بما سبق أن أنكره,قائلا إن تخفيض الغرامات(يعني أنها مرتفعة فعلا)سيزيد الاستهلاك وبالتالي سنحتاج لمحطات توليد اكبر وهذه الأخيرة باهظة الكلفة,وهكذا وقع السيد معاون الوزير في الفخ,وإمعانا في المهارة اختار المعد نهاية للفقرة تعبر عن واقع الحال أغنية لشادي جميل تقول ( راجع حساباتك ...غلطان بالحسبان وقول أنا غلطان...وحدك خسران...) لكن يا شادي:نحن الخاسرون...وهو الربحان حتى لو قال أنا خسران!! ** عقل تآمري!! بعد فقرة معاون وزير الكهرباء...جاءت فقرة (بطاقة لمشهد واحد) حتى تنقلنا فورا إلى عصر رومانسيتها المنسي عبر استحضار مشهد من فيلم أيام وليالي لعبد الحليم حافظ,
مما يستدعي التفكير في الغاية من هذا الترتيب ربما هي رسالة للمشاهدين كي ينسوا برد الشتاء القارس وفقدان المازوت وفواتير الكهرباء ليرتدوا إلى ماضيهم السعيد بحنين غامر وربما أبعد من ذلك قد يوجهون رسالة أخرى مستقبلا أن يعودوا إلى رحم الطبيعة ويستنيروا بضوء القمر ويتدفؤوا على الحطب وينسوا أحاديث وتصريحات مسؤوليهم...لماذا التعقيد?!لعل الأمر عفوي تماما لكن عقلنا تآمري!! *** الجزيرة الأكثر تأثيراً في الشارع العربي خلال إحدى عشر عاما أثبتت الجزيرة قدرتها في سرعة التقاط الحدث أينما كان والتعامل معه بحرفية ,الأمر الذي أكسبها شعبية كبيرة في الشارع العربي,ولذلك لم يكن مستغربا أن تصنف وفق استطلاع أجري للرأي على أنها الأولى بين الفضائيات الإخبارية العربية. أجرى الاستطلاع مركز عالم المعرفة لاستطلاعات الرأي بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات وقد تم إجراء الاستطلاع ليكون الأول من نوعه والأضخم, , وغطى تسع عشرة دولة عربية وشمل آراء 800 من نخبة جامعية متخصصة في مجالي الإعلام والعلوم السياسية, كما ضمت العينة أكثر من 600 وقع عليهم من بين 1251 أستاذاً جامعياً هم العدد الإجمالي لمجتمع الاستطلاع. يهدف الاستطلاع إلى قياس مدى التأثير الذي حققته قنوات الجزيرة في الشارع العربي على المستوى السياسي والإعلامي حتى اليوم منذ انطلاقها وتسليط الضوء على إيجابيات وسلبيات تغطيتها الإخبارية. وقد ركز الاستطلاع في رصده على قضايا ذات أهمية بالغة تتعلق بمهنية أداء المحطة, وحرفية العاملين فيها, واستقلالية قرارها التحريري, وكشفت النتائج عن اتساع الهوة بين المرتبة الأولى التي حصلت عليها قناة (الجزيرة) الإخبارية من حيث نسبة المشاهدة بين الجمهور العربي والقنوات الإخبارية الأخرى حيث يصل الفارق إلى ثلاثة أضعاف بالنسبة للمرتبة الثانية, بينما يتجاوز الفارق بينها وبين المرتبة الثالثة ثمانية وعشرين ضعفاً. *** متابعات يعرض اليوم على شاشة الجزيرة أطفال في الساعة السادسة مساء برنامج طريق النجاح وهو عبارة عن مجلة تلفزيونية تنتج لأول مرة في العالم العربي,يتمكن فيها الأطفال من تحقيق تطلعاتهم بخصوص المهنة التي يطمحون إلى مزاولتها في المستقبل,فإذا أراد الطفل أن يكون وزيراً أو طياراً ...يتمكن في البرنامج من قضاء ثلاثة أيام برفقة الوزير أو الطيار...ليتأكد من اختياره المهنة التي يريد مزاولتها وليتفاعل مع الصعوبات والتحديات التي يمكن مواجهتها. |
|